الوزير والرئيس وذات القرنبيط
عدنان الروسان
21-03-2017 05:27 PM
لا أدري من كان على حق و من كان على باطل في معركة ذات الصواري أو ربما ذات القرنبيط بين وزير الزراعة ورئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن و لا يعنيني ذلك كثيرا ، الملاسنات والمشاجرات و التقاذف بزجاجات بعبوات الماء و أحيانا بإشهار السلاح في مجلس النواب و في البرامج الحوارية التلفزيونية والآن في الوزارات أمر بات يشكل جزءا من التجربة الديمقراطية الأردنية ، و بالطبع سيجري بعد أن "تروح السكرة وتيجي الفكرة" مصالحة بين المتصارعين الوزير والرئيس الزراعي و سيبتسمان للكاميرات و يعبران عن مدى حبهما للوطن وأن الموضوع لم يكن إلا خلافا في وجهات النظر، وأن اشتباكا لم يحصل و أن ما روته الصحافة و الإعلام كان مجتزءا و ربما تتم المطالبة بإلغاء الإعلام و الصحافة لأن بعض غسيلنا الذي لا نحب أن يراه احد رآه الجميع.
البعض أنكر أصلا انه كان هناك خلافا و طوشة و البعض عزا ذلك إلى انخفاض في السكر في جسم أحد المتصارعين مما أدى إلى وقوعه ، و كاد ذلك الخبر يفاجئنا لأننا ظننا أن انخفاض السكر هو انخفاض في أسعار السكر و كدنا نطير برقية شكر لدولة هاني الملقي على هذه اللفتة الكريمة ، و حالة الإنكار عندنا في الأردن حالة في الجينات فنحن دائما ننكر كل شيء ثم نجد قصة ملائمة لتغطية كذبتنا ، فذهب اربد كان رادارات تحت الأرض لإسرائيل يا الله ما أروع حكومة النسور في ذلك الوقت رادارات تحت الأرض و من سنة الف و تسعمئة وثلاثة و سبعين يعني خمسين سنة و ما اكتشفناهن ، ما علينا ، محاولة اغتيال خالد مشعل على يد الموساد الإسرائيلي طوشة بين شوفيرية و تلبسها الصديق العزيز معالي سمير مطاوع و الذي روى لي بألم كيف اضطر أن يكذب علينا و هو الرجل الصادق دون أن يريد ذلك ، و معط ليث شبيلات كتلة قال تهاوش هو و اللي قدامه على كعكة ، رفع أسعار المحروقات عندنا تسميه الحكومة تعديل أسعار و ليس رفع أسعار أما التخفيض فتخفيض أسعار لأنه فيه تحميل جمايل للشعب العزيز الذي هو أغلى ما نملك.
نحن شعب مأزوم دائما و زعلان و مكشر دائما حتى صرنا رسما كاريكاتيريا في كل صحف العالم العربي ، أن المواطن الأردني دائما مكشر ، طبعا هون في كمان كذبة ، احنا فسرناها الأردني عربي جاد مش سمج دائما يتصهون ( و يتصهون هنا لا علاقة لها بيتصهين فالصهينة من العمالة لإسرائيل و حاشانا من ذلك و لكن نتصهون أي نتصهلج بمعني كثيري الضحك ) و صدقنا حالنا انه كشرتنا لأنه إحنا جادين ، و دليل جديتنا أن المديونية بارتفاع و قد قرأنا في عمون يوم أمس أرقام المديونية الجديدة حسب ما نشرتها الحكومة ستة و عشرون مليارا و مائة مليون دينار أردين ( ليرة تنطح ليرة ) طبعا صرفناها كلها على البنى التحتية ، احنا كله تحتي عندنا ، مافي شي فوق الطاولة .
الناس مشغولون بعيد الأم و نخرج من الفالنتاين الى عيد الأم الى عيد المعلم ثم عيد الشجرة و يوم المرأة ثم يوم الطفل و لا أحد يسأل لم كل هذه العيد ، هذه الأعياد لأننا نقلد الغرب " حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلناه خلفهم " الغرب الرأسمالي الجلف ذو القلب المتحجر يريد أن يداري و جع ضميره فيريد أن يرضي الأم يوما في العام ثم " يزبلها " تماما و هذا ما يحصل باقي أيام السنة ، و الفالنتاين على نفس النمط و أسوأ بكثير و لا أريد أن أشرحه بالتفصيل لأنه سيصبح فيلما اباحيا بامتياز ، و هلم جرا ، أما نحن فالأم عندنا نحن العرب و المسلمون لها كل يوم عيد في قلوبنا و حياتنا و صلاتنا و قيامنا ، لا أذكر أنني التقيت يوما أنا او أيا من أبنائي بأمي رحمها الله و لم نقبل يديها كلنا و أحيانا قدميها و كنا نلتقيها من خمس مرات الى ستة في الأسبوع و مثلي كثيرون بل كثيرون جدا ، عشت في الغرب عشرين عاما و لم أر واحدا و أنا أعرف الكثيرين جدا يقبل يد أمه .
دشرونا ...من وجع القلب فالغرب غرب و الشرق شرق و لن يلتقيا ..
هساع ، عشو تهاوش الوزير و الرئيس تبع المزارعين ، لا ندري المهم أنهم ساروا على النهج الوطني و العرف الاجتماعي الأردني و تهاوشو ، و طلعت سليمة انه ما في كسور و طخ فشك على الأقل حتى هذه اللحظة ، و ننتظر أخبار الصلحة و فناجين القهوة السادة تدور على الغانمين أهل الجاهة الكريمة و ما أكثر الغانمين و ما أكثر الجاهات ، حتى أنني أفكر بفتح شركة للجاهات و الغانمين تعنى بشؤون الصلحات و العطوات.