في الكتابة عن السعادة حاولت أن اهرب من «وحل اليوميات» بكل ما تحمل من تعاسة واحباط تكاد تخنق عيشنا، ولربما أنه من الوهم أن السؤال عن السعادة قد يجرك الى مساحات تفكير مغايرة ومختلفة.
فيبدو أن أكثر ما نلتطم به بكل موضوع او قضية، نصرخ ونغضب في البحث عن سعادة ما .
تكتشف أن السعادة لا تولد بالاماني، وأصل السعادة في البحث بأعماق مركبها الانساني هي :
ديمقراطية وحرية وعدل وكرامة وعيش قويم . وهناك في المجال العام من يريد أن يسلب السعادة ويحتكرها لشخصه وافراد من مجموعته أوشريحته او طبقته الاجتماعية وحتى عائلته.
وباختصار أوسع، هذا ما يقع للسعادة عندما يفقد المجتمع «الديمقراطية «، تجف نطاقات السعادة، ينعدم البحث عنها، وتبدو للبعض كأنك تطارد امواجا من السراب والوهم، وكأنك بنظر البعض الاخر رومانسي وحالم تقفز على الواقع، او عاجز وفاشل ومغامر محدود الامكانيات والقدرات والخيال.
كلما سمعت عن « السعادة « فانه من الصعب نزعها عن اسئلة اخرى . فاكثر ما قد يتبعك هو الممكن السياسي، وتوسيع نطاقات ما هو متاح لتغليب ثقافة العدل والحرية والمساواة، وكسر تابوهات تغلق المجال العام، وتقتل الحرية والعدالة، وتبني انصبة لمصالح افراد وفئات ومجموعات نافذة ومتحكمة ومسيطرة>
السؤال عن السعادة في بلادنا يبدد خطابات الفساد والظلم والقهر، حينما يكون أكثر ما يمر في حياتك اليومية هو البحث عن الحرية والعدالة والمساواة، والبحث عن مساحات بديلة وموازية لتمرير حماية ما ولو مؤقتة ولكنها تعطل من وقوعك كضحية يفترسها الاخرون .فأكثر ما يمر في يومياتك السخيفة هو معطل للسعادة ولا يمنحك اياها.
لنفكر قليلا، ماذا لو فكرنا في السعادة في مدار ونطاق علاقتها بكل الاسئلة التي سبق طرحها، ربما كمدخل لنلامس ونعاين ونرى الى اين يمكن أن نذهب في بحثنا عن السعادة ؟ ونقيم بموضوعية سياسية مؤشرات ترصد السعادة، ولا تعرف من اصول فقها العام أكثر من منطوق حروفها « الاربعة « .
فماذا لو فكرنا من خارج الصندوق ؟