أقول بحق: ، لا كرامة لأمة تنتقص الام ، ولا حياة لأم بدون كرامة .أما نحن في الاردن فتتلازم عندنا الا حياة لأم بدون كرامة، لكرامة مع الام في ذكرى يومهم المجيد (21 اذار) فيربط الاردنيون الام بالكرامة ... المعركة المقدسة التي سطر بها نشامى الوطن ابناء الجيش العربي الاردني ملحمة عز وآيات زهو ومعاني انتصار ...على العدو الصهيوني الغاشم...فالأم تضمنا وتحنو علينا وتتسامح معنا مهما بلغ غضبها منا ونزقها علينا وتأخذنا بجناحيها الدافئتين وحضنها الرؤوم...فهي الملاذ والملجأ والبيت والوطن.. سواء كانت بحجم امرأة أو كبرت فأصبحت بحجم دولة
فالأردن الذي يضمنا ويحنو علينا وأن جفوناه وظلمناه وتجبرنا وتكبرنا عليه وتركناه سنين فما أن نعود له حتى يتلقفك بذراعيه باكيا على نحرك وخدك ...كما امهاتنا المجاهدات الصابرات الغافرات جحودنا ...تضمنا بشوق وحنان وتنسى عقوقنا وفضاضتنا وتأففنا وتذمرنا ....
فلو تأخر الباص على احدهم أو وجد مخالفة سير على زجاج سيارته أو ضاق صدره لأمر بسيط لسب الوطن ولعن اليوم الذي ولد فيه والساعة التي اقام فيه... والوطن صابر ومحتسب وراض...يتسامح الوطن معنا ويعطينا كل ما فيه كخشية امهاتنا علينا وخوف أباءنا وحرصهم على مستقبلنا ..ويبقى شامخا عزيزا عصيا وهو ينزف ما تبقى من قطرات الماء او اخر ما تبقى من مكونات تربته الدافئة يمدنا بقوة وعزم ومضاء رغم شح موارده وفقر مقدراته وضعف امكاناته يظل شامخا بكرامة وكبرياء ....وكذلك امهاتنا الشامخات انوفهن.. الملوحة وجوههن وهج شمس الاغوار وحرارة العقبة ... والمتقززة وجناتهن من ثلوج عجلون، واللافح بردها انفاسهن.. والمتلف حصى وصرار حقول اربد اكعابهن.. والمقسية شمائل اعشاب السلط و شوك قبارها كفوفهن... امهاتنا التي شققت رياح الرمثا وهبوب الطفيلة وشراقي الكرك شفاههن... المدميات كواحلهن اغصان الشجر التي تختبئ خلفها حبات الزيتون المتلفعة بالأوراق.. الهاربة من القطاف ... الطارقات مشارق الصبح مع الابل والغنم قاصدات الكريم لسد منافذ الجوع ..هؤلاء الصابرات على أذى الفقر والجوع والقهر بسياج الطهر والدين ينتظرن الفجر وفرج الله...
سيظل هذا الطود الشامخ والجبل الراسخ الاردن الكبير يمد ذراعيه ويفتح عباءته للجميع رغم هبوب الرياح الدامية عليه من كل الجهات المحملة بالجوع والحزن والهزيمة، وان تجرحت كفاه وتكسرت ساقاه من تساقط شظايا صواريخ الجوار المتصادمة فوق رؤوس ابنائه ...
وان أثقلت كاهله وأحنت ظهره فوائد الدين العام للبنك الدولي وأشقائه .. وخيانة ابناؤه الفاسدين الذين يقتسمون امواله وهو حي.. ونكوص اخوانه المترفين، وشماتة الحاسدين ...سيظل يحنو علينا وعلى ضيوفنا، ويرق لأمهاتنا وامهات أُخَر مهاجرات وهاربات بشرفهن وأطفالهن من ظلم ذوي القربى.
والوطن وأن وقف عاجزا عن رد الاعتبار لهن والانتصار لقهرهن وشرفهن ومسح دموعهن الساخنات في يومهن العالمي، فانه تقدم لأمهاتنا وضيفاتهن العزيزات باقة دحنون قاني من سهوله الخضراء ...ثم استحيا من لونها الاحمر القاني كيما يذكرهن بلون دم ابنائهن وازواجهن فنكص للخلف على استحياء قاطفا باقة من سوسناته السوداء فقد تتفق مع لون الحزن وهي اقرب لأثوابهن واصدق لواقعهن وترجمة لمشاعر متبادلة بين الوطنين ، الام الانسانة ، والاردن الملاذ والملجأ ....نعم ونحن نتفق مع الوطن ونتقدم بآ قة من سوسنات الوطن السوداء بلون الهم الاردني لأمهاتنا جميعا ولأمهات الشهداء المقيمات المضيفات والضيفات المثكلات ....فالف تحية لأذار الكرامة والشهادة والف تحية للأم بيومها ولتبق هامات امهاتنا مرفوعة شامخة بكرامة اذار ونصر الله ، ولتبق هامة الاردن عالية تعانق السماء بعزة وكرامة وكبرياء.