مسؤولو الأردن وضربة "مقفي"
النائب يحيى السعود
19-03-2017 04:30 PM
نشاهد في جميع الدول التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها خططاً واستراتجيات واضحة للتنمية في شتى مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ونجد حكوماتها تتعاقب من أجل تحقيقيها بالطرق السليمة ما أن تنتهي حكومة من دور حتى تجد الحكومة التي تليها تكمل المشوار وتستمر من آخر نقطة وصلت إليها سابقتها حتى يصلوا إلى نهضة حقيقة تحقق السيادة الوطنية والرفاهية للمواطنين.
أما في وطني فنجد المسؤول يحاول أن يضع العثرات في طريق من يخلفه ويتخذ في نهاية ولايته بعض القرارات التنفيعية لذويه وأقاربه وأصدقائه ضاربا بعرض الحائط مصلحة الوطن وأبنائه ليحقق مصالح دنيوية ليرضي بها فلان أو يجامل علان.
ومن تلك المواقف التي أذكر ما قام به دولة الدكتور عبد الله النسور في نهاية ولايته كرئيس لمجلس الوزراء حيث قام بتوقيع حزمة من التشريعات من أجل ارضاء صندوق النقد الدولي والتي كانت تحدياً كبيراً واجهت حكومة الدكتور هاني الملقي ووضعها في مواجهة المواطنين باضطراره لرفع بعض الأسعار من أجل التماشي مع الشروط الملزمة لصندوق النقد الدولي فلم يكتفي النسور بما فعله من اعتداءات كبيرة في عهد حكومته على قوت المواطنين بل حاول واجتهد كي تستمر مسيرة الغلاء ورفع الأسعار في عهد الحكومة التي تليه.
وكذلك ما قام به أمين عمان السابق عقل بلتاجي من قرارات في أخر يوم عمل له من اجل تنفيع بعض أقارب الوزراء كي يكونوا عونا له في إيجاد منصب جديد وهذا القرارات التي وضعها أمام الدكتور يوسف الشواربه الأمين الجديد وخلقت أزمة داخل أروقة أمانة عمان الكبرى دون أدنى حس بالمسؤولية تجاه هذا الوطن أو تجاه أبنائه.
إلى متى سيبقى المسؤول الراحل يخلق المشاكل لمن يليه كي يقال أن عهده قد كان الأفضل وأن ذهابه كان خسارة للأردن؟! إلى متى سيبقى المسؤول الراحل يضرب ضربة المقفي ليفيد ذويه واقاربه واصدقائه؟! إلى متى سيبقى الأردن هو آخر همهم وهو الذي جعل منهم ذوي قيمة بعدما كانوا لا شي!؟ إلى متى سنصمت على هذه القرارات التي من شأنها التأثير السلبي على الشعور العام بالرضا من قبل أبناء الأردن الغالي؟! إلى متى سيبقى هؤلاء أحراراً دون محاسبة على قراراتهم المشبوهة ؟! إلى متى وإلى متى والكثير من التساؤلات التي تدور في ذهني وفي ذهن أبناء الوطن وهي برسم الإجابة من قبل دولة القانون والمؤسسات!
فلنتق الله في أردننا العصي المنيع المحمي من الله سبحانه وتعالى ولنجعل حب الوطن هو أغلى من كل تلك المصالح الدنيوية التي تذهب ويبقى التاريخ لينصف من عمل واجتهد وثابر ويلقي في مزابله من خان وباع واستنفع!