السنيد يكتب: ريما خلف أيقونة أردنية
علي السنيد
18-03-2017 02:08 PM
تستحق الأمينة العامة الشجاعة لمنظمة الأسكوا الدولية معالي الدكتورة ريما خلف والتي سبق وان اختيرت من ابرز النساء المؤثرات عالميا ان تجد كل الدعم والاسناد في وطنها وفي الاطار العربي والإسلامي وقد تقدمت يوم امس الجمعة باستقالتها من الأمم المتحدة - وان كانت في نهايات خدمتها- اعتراضا منها على طلب الأمين العام للمنظمة الدولية سحب تقرير للإسكوا يدين اسرائيل بالعنصرية.
وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أصدرت يوم الأربعاء الماضي تقريرا أكدت فيه على أن إسرائيل ماضية في فرض نظام فصل عنصري 'أبارتهايد' ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة .
وهذه الايقونة الأردنية تعطي الاعتبار للأهداف السامية للإنسان الاردني المسؤول وخاصة على المستوى الدولي، وقد آثرت ان تترك منصبها الدولي حفاظا على مبادئها والقيم الإنسانية التي ارتأت ان تحميها من خلال عملها في هذه المنظمة الدولية.
وعكست الدكتورة خلف صورة وطنها الأردن الذي سيبقى الأقرب الى قيم الحق الفلسطيني والأكثر تفهما لمعاناة هذا الشعب العربي الشقيق الذي توزعت معاناته على كافة دول العالم و التي صمتت امام تواصل مأساته تحت الاحتلال.
ويمكن للدبلوماسية الأردنية ان تنشط في الاطار العربي لإعادة الاعتبار للدكتورة ريما خلف التي عبرت عن الموقف العربي الأصيل باستقالتها، وخاصة خلال القمة العربية القادمة التي ستعقد في عمان قريبا، ويمكن ان يصار لتقليدها منصبا عربيا ساميا في اطار جامعة الدول العربية للتأكيد على سلامة موقفها الإنساني ولإشعار المنظمة الدولية ان العرب يدعمون جهودها على المستوى الدولي.
وهذه الأردنية الشجاعة يجب ان تحظى بالتكريم في وطنها، ومنحها المكانة التي تستحقها، ومنحها الاوسمة نظرا لإبرازها للطبيعة الأردنية التي تكره الظلم، ولا ترضخ له، وتقدم مبادئها على المصالح الخاصة مهما كانت كبيرة.
ومن الأهمية بمكان ابراز هذا المستوى الراقي من التضحية الذي أقدمت عليه الدكتورة ريما خلف في وسائل الاعلام، وان لا تمر عملية تقديمها لاستقالتها من هذا المنصب الدولي للاعتراض على الاجحاف الدولي دون وضع ذلك في اطاره الصحيح كتضحية اردنية كبيرة في سبيل قيم الحق والمبادئ الإنسانية السامية.