ضحكت من هذا الخبر الذي قرأته في إحدى الصحف السعودية – وشر البلية ما يضحك، مثلما قال (شرفتطح) عليه شآبيب الرحمة.
فجاء في الخبر، أن معلمة سعودية أقنعها أو بمعنى أصح أوهمها نصاب أن هناك مدرسة أفلست وأغلقت أبوابها وأصحابها يريدون أن يبيعوها (بتراب الفلوس)، وهم يطلبون فقط 800 ألف ريال، رغم أنها قد كلفتهم ملايين.
فلم تكذب خبراً، ولكي تستغل الفرصة قبل أن يسبقها عليها أحد، أسرعت بإعطائه المبلغ، فأخذه النصاب، وهذا وجه الضيف – أي (فص ملح وذاب).
وعندما يئست قدمت فيه شكوى، فاستدعاها المسؤول: قائلاً لها: لماذا قبل أن تدفعي له المبلغ لم تسألينا عن مصداقيته لنتحرى عنه؟!
والذي أضحكني أنها قالت له: إنني خشيت لو قلت لكم ذلك أنكم سوف تضيعون علي الفرصة وتحرمونني من الشراء – انتهى.
وأنا بدوري أقول: (يا ليت أباك امرح) – أي نام بدلاً من افتراسها في تلك الليلة.
***
قامت إحدى الجامعات الأميركية بإجراء دراسة نادرة على طلابها، وكان السؤال الذي وجه إليهم هو: هل لكم أهداف محددة مكتوبة؟ وكانت النتيجة أن 3 في المائة فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافاً محددة ومكتوبة، وبعد عشرين سنة من ذلك رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم، فوجد أن الـ3 في المائة حققوا نجاحاً في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه الـ97 في المائة الآخرون مجتمعين – انتهى.
وأصدقكم القول: إنني في مقتبل حياتي، وضعت لي أهدافاً (عشوائية) لا تمت للمنطق بأي صلة، وفي كل عام أغير هذه الأهداف إلى (أنيل) منها، إلى أن وصلت إلى هذا الدرك الأسفل من (الانبساط)، وفي رواية أخرى (الانشكاح).
هذه حياتي، وأنا حر فيها.
***
قام وزير في اليابان بعمل مشكلة سياسية فتمت معاقبته بأن جعلوه كناساً، وشاهده الناس وهو يكنس وقد كان سعيداً ويغني بفرح ظاهر، فقالوا له: كيف حالك وأنت تكنس؟ فقال: أنا لست كناساً... أنا أحافظ على صحة المواطنين.
لقد غير هذا الوزير إدراكه بأن جعل نفسه متميزاً مفيداً لمجتمعه، مما جعله يشعر بكل تلك الراحة النفسية – انتهى.
عجائب، فعلاً والله عجائب (!!)
***
أتاني أحدهم يخبرني أن (فلاناً) قد جاءه توأم من الأبناء، وسألني مستغرباً: هل لاحظت أن نسبة التوائم المتوالدين قد بدأت تزداد في هذه السنوات؟!
قلت له: في هذه الأيام الرديئة، ربما خاف كل منهم أن يأتي بمفرده إلى هذا العالم المتوحش الممتلئ بالشغب.
نقلاً عن الشرق الأوسط اللندنية