في التاسع من نيسان 2003 وفي عصر ذلك اليوم المشؤوم , كنا نشاهد (عمليه إسقاط التمثال) في تغطيه حيه لقناه الجزيرة الفضائية , يقوم بها الصحفي الأردني المرحوم ماهر عبد الله , وكان يقول في تعليقه إنكم لا تشاهدون شيئا عاديا بل حدث تاريخي , وعندما استعصي التمثال على آن يتهدم بأيدي بعض الشبان ,( الذين قد عرفنا فيما بعد انهم " كومبارس " وجزء من مسرحيه هزيله سيئه الإخراج أعدت مسبقا ), تقدمت المدرعه الامريكيه تجاه التمثال الذي تسلقه جندي أمريكي ووضع العلم الأمريكي على الوجه ثم ربط الحبل حوله وقامت المد رعه بجره وهدمه ,قال رحمه الله ( يأبى هذا التمثال آن يتهدم إلا بمساعدة الأيدي الامريكييه) . كان إسقاط التمثال رمزا للانتصار الأمريكي والاسرائيلي على العراق ( الدولة والشعب وعلى المشروع القومي العربي ,والحلم العربي بالتحرر والاستقلال والنهوض ) وبسقوطه سقطت بغداد والعراق بأجمعه بأيدي الإمبريالية الأمريكية وحلفائها , وسقطت ورقه التوت عن النظام العربي والإسلامي , كان مشهدا تألم لهولة وبكي بسببه الكثير و أحس الأحرار و القوميون والوطنيون الغيورون العرب والمسلمون بالهزيمة والخذلان والانكسار والذل ,
هذا السقوط كان بمساعده ودعم وتحريض من داخل العراق شارك فيه الخونة والعملاء والعلقميون( أحفاد ابن العلقمي الذي أدى تأمره مع المغول إلى سقوطها الأول) الذين بلغت الوقاحة بهم آن يعتبروا هذا اليوم (يوم عيد ويوم تحرير) رغم إقرار المحتل نفسه بأنه احتلال . و خارج العراق من الأعداء والمتآمرين و الصهاينة والصفويين ومن لف لفهم من المنتقمين الحاقدين,
أربع سنين مضت , نعم سقط النظام , ولكن هل سقط العراق فعلا , رغم ما فعله المحتل من تدمير وتفكيك لكل شيء فيه ( الجيش والدولة ), وحتى محاولة محو التاريخ بتدمير المتاحف ونهبها . أي محاولة إعادة العراق إلى العصور الحجرية و استطاع المحتل آن يمزق وحده العراق وان يثير النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية ( مستغلا التخلف التاريخي المزمن ).ويحاول أيجاد دوله مواليه وتابعه له ( مثل حكومة فيشي في فرنسا التي أنشئها هتلر ).
و رغم كل هذه الغطرسة في استعمال القوه والتفوق التكنولوجي, تبين للمحتل انه لا يستطيع هزم الشعوب حتى وإن هزمت ألا نظمه ,ورغم بروز الدور الإيراني الذي استغل الوضع الجيد وعاد لموضوعه القديم الجديد ( تصدير الثورة ) معتمدا على عملائه في المنطقة المغرر بهم من أبناء الطائفة الشيعية , برزت المقاومة العراقية الباسلة بكل أطيافها و منذ اليوم الأول وحتى ألان بالتصدي للاحتلال الأمريكي بقيادة المحافظين الجدد وحلفائه وعملائه , وعدم تمكينه من تنفيذ مشروعه الكبير في العراق والمنطقة والعالم ,من الهيمنة على مصادر الطاقة وتعديل خار طه الشرق الأوسط بما يسمى " الشرق الأوسط الجديد "لخدمه مصالحه وأهدافه , وتكبده افدح الخسائر بالأفراد والمعدات وحشر قياداته مع حكومة عملائه في المنطقة الخضراء لا يستطيعون الخروج منها ولن يستطيعوا أبدا , وسوف يتحرر العراق ويعود لسابق عهده أقوى مما كان عليه بوابة شرقية للوطن العربي و حاملا لمشعل الطموح العربي في التقدم والتطور والنهضة والتحرير .
ختاما تحيه إكبار وإجلال لكل الأبطال المجاهدين في العراق وفلسطين , ورفاق صدام الغر الميامين الذين صدق قوله تعالى قيهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ) , والمجد والخلود للشهداء الأبطال الأبرار , وعلى رأ سهم الشهيد المجاهد البطل صدام حسين , الذي بقي شامخا حتى النهاية , واصبح رمزا عربيا مسلما للتضحية والفداء والاستشهاد في سبيل الله و الوطن والمثل والمباديْ , ورمزا لكل الأحرار في العالم .
عاش العراق وعاشت فلسطين حره عربيه من البحر إلي النهر .. والله كبر .. الله اكبر .. وليخسأ الخاسئون .