الخلاف التركي - الهولندي .. فتش عن الصهيونية
اسعد العزوني
16-03-2017 12:56 PM
لن تغفر الصهيونية ممثلة بمستدمرة إسرائيل الخزرية لتركيا التي ارتدت عن العلمانية إلى الحكم الإسلامي، ولن تغفر مستدمرة إسرائيل الخزرية للرئيس التركي السيد رجب الطيب أردوغان ، اتخاذه موقفا داعما لغزة وتسييره قافلة مرمرة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وتشدده وانسحابه من مؤتمر دافوس بعد أن كشف حقيقة مستدمرة إسرائيل الخزرية بحضور ثعلبها الماكر شيمون بيريز .
ورغم أن تركيا الإسلامية لم تحذُ حذو إيران وتقطع العلاقات مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،بل على العكس من ذلك أبقتها على حالها ، مع أن الجيش الإسرائيلي اقتحم أسطول مرمرة وقتل وأصاب مواطنين أتراك كانوا على متنها ،وشنت مستدمرة إسرائيل حربا دبلوماسية شعواء ضد تركيا.
رغم كل ذلك إضافة إلى أن السيد أردوغان نفسه رعى مفاوضات إسرائيلية –سورية قيل انها غير مباشرة في أنقرة عام 2008 ،وتوصل إلى إطار اتفاق سلام لم يحلم الإسرائيليون الوصول إليه كما اخبر رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل إيهود أولمرت آنذاك ،إذ وافق الوفد السوري على الاكتفاء بالعودة إلى شاطئ بحيرة طبريا ومسامحة مستدمرة إسرائيل بالباقي ،فما كان من أولمرت إلا الهروب إلى الأمام وشن حرب على غزة.
عندما نقول أن الصهيونية ممثلة بمستدمرة إسرائيل تقف وراء الخلاف المتفجر بين كل من تركيا وهولندا ،فإننا نصيب الهدف ،فهولندا الرسمية تعد الحليف الثاني بعد امريكا لمستدمرة إسرائيل ،ويوجد في هولندا لوبيات إسرائيلية قوية جدا ،إلى درجة انهم يسامحون في حقوق بلدهم ،لكنهم عندما يتعلق الأمر بمستدمرة إسرائيل فإن يشنون حربا .
ما قلناه عن الحكومة الهولندية لا ينطبق على الشعب الهولندي الذي يكره مستدمرة إسرائيل لبشاعة وتداعيات سياساتها على الشعب الفلسطيني ،ولو قلبنا ملف مواقف الشعب الهولندي لوجدنا أن هذا الشعب كاره بطبعه لإسرائيل.
يوجد في هولندا نحو مليون عربي ومسلم ،ومع أنها تخاف من ردة فعلهم على التماهي الرسمي الهولندي مع مستدمر إسرائيل ،فإنها تشتبك مع مستدمرة إسرائيل سرا ومن خلال الاتحاد الأوروبي ،وتقوم بالتضييق على العرب والمسلمين فيها ،لكنها تفسح المجال ليهود هولندا وعددهم ما بين 30- 40 ألفا كي يثبتوا أقدامهم أكثر.
لا تترك مستدمرة إسرائيل قرصا إلا وأشعلت النار تحته لتخبزه على طريقتها ولكي تذكر من يأكل منه أنها هي التي أشعلت النار، وأعني بذلك أنها وجدت لها فرصة كبيرة جدا في الخلاف التركي –الهولندي ،فبادرت بصب الزيت على نار الخلافات التركية انتقاما وثأرا وتشويشا وتوريطا لهولندا مع تركيا حتى تأخذ الساحة وحدها ،ولن تقبل مستدمرة إسرائيل بالتشبيك التركي مع الاتحاد الأوروبي من خلال أن تصبح تركيا عضوا فيه.
لقد طالت المدة وقدمت تركيا التنازل تلو التنازل للاتحاد الأوروبي ،ومع ذلك ما تزال تركيا بعيدة عن الاتحاد الأوروبي وقيل أن على تركيا وقف حلمها بأن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، وقيل علانية أن تركيا لن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي الذي هو عبارة عن نادي مسيحي ،وبالتالي لن يسمح لتركيا بالانتساب إليه.
مستدمرة إسرائيل لن تقبل لتركيا أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي ،لأن ذلك سيكشف أمورا كثيرة ربما تحجّم مستدمرة إسرائيل ، التي هي عضو في حلف النيتو ،وما سكوت مستدمرة إسرائيل على عضوية تركيا في مجلس النيتو إلا دليلا كبيرا على ما تقدمه تركيا من تنازلات للغرب ترفض تل أبيب تقديمها .
لذلك فإن مستدمرة إسرائيل وجدتها فرصة لا تقدر بثمن لصب الزيت على الخلافات بين الدولتين، لضمان إفشال تحركات أردوغان في التعديلات الدستورية التي يزمع القيام بها في الشهر المقبل.
ما أود الوصول إليه هو أن المشكلة التي اشتعلت فجأة بين كل من تركيا وهولندا ،وكانت إيران أكثر من يصب الزيت على النار لتزيدها اشتعالا كي تحرق الأخضر قبل اليابس ،وتخرج هي منتصرة ،ولم لا وأن المعركة حامية الوطيس وينقصها جنرال يأمر بتحريك الجيوش إلى ملاقاة العدو في نقطة صفر محسوبة جيدا.
نجحت مستدمرة إسرائيل بالتحالف مع اليمين الغربي بعد أن أطلقت فرع الاستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS" المسمى داعش في الشرق والغرب وفق خطة مدروسة تهدف إلى تشويه صورة الإسلام في الغرب ،وتفتيت المسلمين في الشرق، وها نحن نشهد جرأة لدى اليمين الغربي لخوض الانتخابات الرئاسية من أجل استلام السلطة هناك والتضييق على المسلمين وكان أول من فجر القنبلة الرئيس الأمريكي المؤقت دونالد ترامب الذي أظهر عداءه للعرب والمسلمين علانية.
هذه حركة استباقية قامت بها مستدمرة إسرائيل الخزرية تهدف لقمع الشعوب وتفسح المجال لليمين كي يحكمها حتى لا تتسع شقة عدائها مع تل أبيب خاصة وأن الشعوب الأوروبية وفي المقدمة الشعب الهولندي لا يكن أدنى درجات الاحترام لمستدمرة إسرائيل، وعليه فإن سبب الخلاف التركي الهولندي كان إسرائيليا بامتياز لقطع الطريق على تركيا وتوريط هولندا ومن ورائها أوروبا معها ، أي أن القصة ليست هبوط طائرة أو حشد مؤيد لأردوغان ، لذلك أقول فتش عن الصهيونية التي وجدت أن الزمن كفيل بشطبها وقد حان الوقت لذلك.