حديثي للذين يريدون ان يحرروا المرأة من الإسلام ، لان كثيراً من معاني الإسلام العظيمة – يتم تفسيرها احيانا باجتهاد شخصي أقل ما يقال فيه أنه جانب الصواب ، و أحيانا يتم الانسياق وراء آراء تخرج هذه المفاهيم عن مقاصدها .
من حقوق المرأة مثلاً في الخيانة العياذ بالله العقوبة حتى الموت و اذا كتب لها مهرا و لم يعطها إياه فهو سارق واذا طلقها لا يحق له ان يأخذ شيئا مما أعطاه لها – اذا أكل حقها في الميراث فهو ظالم – واذا أكرمها فهو كريم و ان هجرها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق وان قال لها أنت علىّ كظهر أمي يصوم ستين يوماً واذا كرهها فليصبر ، وان طلقها لا ينسى فضلها ، وإن افترقا لها حق حضانة اولادها و عليه نفقتهم – اما مالها فهي حرة فيه – و لا يحق له السطو عليه – والرجل مسؤول عنها في اطعامها و شرابها ومسكنها وملبسها ، و قوامته تكليف ورعاية – ليس له عليها إلا بالمعروف ، و لها ان تخلعه ان أرادت فراقا لسبب – والدفاع عنها شهادة في سبيل الله.
لأجلها حرّك المعتصم جيشه الى عمورية – و لسمعتها وضع حد القذف ثمانين جلدة . علمها واجب و، و عملها جائز.
في الحج و العمرة – نسعى اقتداءً بهاجر ، و هي ركن في الحج و العمرة –ضرب الله فيها مثلا للذين أمنوا ، من سور القرآن مريم و النساء و الطلاق و النور ، و فيها ذكر للمرأة وحقوقها و كون الزواج آية من آيات الله .
قدّم القرآن حقها على حق الرجل ( و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) جعل الحياة الزوجية قائمة على المودة – التي تكون في حالة الرضا – و الرحمة التي تكون في حالة الغضب ، و لم يذكر الحب كأساس – لأنها حالة عاطفية ترتفع و تنخفض – و تأتي و تذهب – ووضع اسساً لنجاح الزواج و ركز على الاخلاق كأساس في القبول لكلا الطرفين.
المرأة في الإسلام اجتماعياً و سياسياً و قضائياً و عسكرياً و اقتصادياً لها ركن في كل ذلك ، لم يحرمها الإسلام منه ، والصور التي نراها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية اختلطت فيها التقاليد الوافدة مع التقاليد الراكدة ، و لم يعد الناس يفرقون بين ما هو اسلامي وما هو اجتماعي او تقاليد او عادات حتى ولو انها اصطدمت مع اصل من اصول الإسلام .
المرأة في مجتمعنا في الغالب ضحية سلطة غير مبررّة ، و قواعد غير منطقية وضعها الذكور للسيطرة – و مع ذلك تبقى الأسرة العربية والإسلامية نسبياً بخير.
في حجة الوداع- اوصى الرسول صلى الله عليه و سلم بالنساء خيراً ، و شبه النساء بالقوارير- سريعة الكسر ، اما قضية الضرب والتي اختلفت فيها التفاسير ، ، فمما نذهب اليه انه لا ضرب بمفهوم العقاب الجسدي في الإسلام – لان الآية التي تحدثت عن ( و اضربوهن ) من معانيها الاعراض و التجاهل . حتى تستجاب المطالب ، فالضرب بالمفهوم البدني لن تقف الزوجة امامه مكتوفة الايدي ، و يتدخل اهلها – فلا احد يقبل ان تضرب ابنته او اخته ، ثم يحدث بعد ذلك الطلاق.
و قد وردت كلمات ضرب في القرآن الكريم بمعنى بيّن ، وحرك ، و حكم ، و قضى والسعي. و العرض و التجاهل والسير و الترحال و التسديد ، و قال: وجعل مثلاً ، و صنع –و حركة الأرجل – و الحركة - و البعد – و لا يمكن ان يكون الضرب مطلقاً على كل الجسد الذي لم يحدد من الآية.
جاءت امرأة الى القاضي – وفيها اثار عضّة – و لما سئل زوجها لماذا فعلت ذلك قال – لقد قرأت في الآية ( و عضوهن ) – فقرأ الوعظ – بأنه العضّ ، و هكذا يفسر الضرب ليكون مدخلاً للسيطرة والاستعباد .
Email : drfaiez@hotmail.com