الشريف يكتب لـ عمون : على أبواب القمةد.نبيل الشريف
15-03-2017 09:12 PM
من المقرر أن يشهد بلدنا حدثا كبيرا نهاية الشهر الجاري ألا وهو انعقاد القمة العربية، حيث سيكون الأردن محط أنظار العرب والعالم، مما يجعلنا أمام فرصة تاريخية لاستثمار هذا الحدث بما يخدم وطننا ويقدم الأردن لكل ضيوفه – على حقيقته -باعتباره بلدا حضاريا يحظى بقيادة هاشمية حكيمة واعية ويفخر بإنجازاته في كل المجالات، خصوصا في مجال التنمية البشرية، كما أنه يعمل بلا كلل لبناء مستقبل أفضل لأبنائه رغم كل التحديات . المسؤولية الشخصية لكل واحد منا، واول ما ينبغي عمله هو تقديم الصورة الصحيحة للأردن فهو بلد يحفر في الصخر ليحقق الإنجاز بهامات مرفوعة وجباه عالية، فقد استثمر في بناء الإنسان وراهن عليه منذ نشأته، كما أنه فتح قلبه قبل ذراعيه لاستقبال أشقائه ممن شردتهم الظروف واقتسم معهم رغيف الخبز، وأسهم أبناؤه في إرساء أسس النهضة والنماء في البلدان العربية الشقيقة بكفاءة يعترف بها الجميع. إن المطلوب هو تقديم الأردن على حقيقته باعتباره بلد النهضة والبناء الذي حقق ويحقق الكثير على كل الأصعدة رغم الصعوبات والتحديات التي تنوء بها الجبال. إننا نقول ذلك لأن بعضنا لا يستطيع أن يغادر عقلية الشكوى والتذمر ولا يرى شيئا في واقعنا يستحق التوقف عنده وكأنه لا يرى الأمور إلا من وراء نظارات سوداء. إن هذه السوداوية العدمية ضارة فضلا عن كونها غير منصفة، فلدينا الكثير مما يجدر بنا أن نباهي به الدنيا، كما أن لدينا – مثل بقية الدول – مشاكل وتحديات في مجالات مختلفة. إن تقديم الأردن على حقيقته الإيجابية الواثقة المعتدة بإنجازها بهذه الطريقة هو الذي يخدم مصالحنا الوطنية، فمن حق الأردن أن يسعى للحصول على مساندة أشقائه العرب لأنه قام بواجبه وأكثر في حماية الأمن القومي، فقد ضجت أوروبا كلها ببضعة الأف من اللاجئين الذين انتهى بهم المطاف على شواطئها بينما فتح الأردن الرسمي والشعبي قلبه لاستقبال ما يقرب من مليون ونصف لاجئ قدموا إليه من سوريا الشقيقة بعد انهيار الوضع الأمني والإنساني فيها. كما أن الأردن شريك أساس في عملية البناء والتنمية في العالم العربي فضلا عن كونه سدا منيعا يصد كل الأخطار عنه وعن أشقائه. إن هذا هو الأسلوب الأمثل لتقديم الأردن وعرض إنجازاته وظروفه بطريقة منصفة متوازنة، أما أسلوب الندب والشكوى والتذمر الذي يتبعه البعض فإنه لا يلقى آذانا صاغية لأنه طريق متوتر ومنفر ولا يقنع أحدا. إن مسؤولية المواطن في تقديم هذه المقاربة الإيجابية الواثقة للأردن لا تقل أهمية عن مسؤوليات الحكومة وأجهزتها. ولا يمكن لمصالحنا العليا أن ُتخدم إلا إذا عملنا وفق رؤى متطابقة شعبا وحكومة. فالأردن عضو أساس في منظومته العربية ، كما أن استمرار وازدهار هذه التجربة الناجحة التي ترقى لأن تكون نموذجا عربيا يحتذى تخدم مصالح الأمة كلها والاستثمار فيه – بالمعنى الشامل للكلمة – هو استثمار في حاضر الأمة ومستقبلها.
وكما أن الحكومة مطالبة بتقديم ملفاتها إلى القمة القادمة من موقع الشراكة بثقة وإيجابية، فإن كل واحد منا يستطيع أن يخدم بلده بالصورة الصحيحة إذا ما تحلى بالتفاؤل والأمل وميز نفسه عن صفوف السلبيين الشكائين أو رأى -على الأقل – نصفي الكأس (المملوء والفارغ) في آن معا. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة