الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وبعثرتها
خلف وادي الخوالدة
15-03-2017 08:28 PM
•الأحزاب الأردنية يزيد عددها عن مثيلاتها في عدة دول عظمى ذات المساحات الشاسعة والكثافة السكانية العالية. والتي تعتبر الأحزاب فيها من أهم المقومات للديموقراطية والحياة السياسية والاجتماعية.
•من حق الشعب الأردني الطيب الذي وقف مع وطنه وحول قيادته وخلف جيشه الباسل وأجهزته الأمنية وقفات عزّ وفخر وكبرياء للمحافظة على أمن واستقرار وطنه وصون منجزاته رغم ما يعاني من الفقر والبطالة وأوقات الفراغ لدى عنصر الشباب الذي يزداد يوماً بعد يوم وغياب للعدالة الاجتماعية في توزيع مكتسبات الوطن. إلا أنه ورغم كلّ ذلك يولي المصلحة العليا للوطن أهمية بالغة وأولوية على جميع المطالب الأخرى. من حق هذا الشعب على أبنائه من النخب السياسية أن يضحوا لأجل الوطن وأن يكون لديهم الإيثار الحقيقي وتجاوز مرض الأنا والبدء فوراً بثورةٍ بيضاء عنوانها إعادة هيكلة كافة الأحزاب السياسية العديدة والمبعثرة ودمجها ضمن حزبين أو ثلاثة أحزاب تخرج من رحم الوطن دون أية املاءات أو تأثيرات أو ارتباطات خارجية والمطالبة بانتخابات نيابية نزيهة وشفافة تفرز خيرة الخيرة من أبناء الوطن الذين تتوفر لديهم الكفاءة والخبرات التراكمية في جميع مجالات الحياة والعمل بكلّ جدٍّ وأمانة ونزاهة وإخلاص. مقتدين بالسلف الصالح الذين عملوا وبرعاية آل هاشمٍ الأطهار على تحويل صحراء الوطن القاحلة إلى جناتٍ غنّاء وشيدوا صروحه الشامخة الشمّاء رغم شحّ الموارد والإمكانيات آنذاك ولا بد من تجاوز ما شاب الانتخابات من فساد مالي وجهوية وعصبية وقبلية واضعين المصلحة العليا للوطن ولأبنائه الأوفياء فوق جميع مصالحهم الخاصة. بعدها يمكن أن يشكل الحزب الفائز بالانتخابات الحكومة ويضع برنامجاً شمولياً يعنى بالمصلحة العليا للوطن وحلّ جميع ما يعاني المواطن من هموم وشجون لا زال يتلقى الوعود تلو الأخرى إعلامياً دون أن يرى أثراً إيجابياً لحلّها على أرض الواقع رغم التوجيهات الملكية السامية للحكومات المتعاقبة بهذا الشأن.
•كذلك وضع مؤسسات المجتمع المدني التي يتجاوز عددها الثلاثة عشر ألفا، منها جمعيات تنتظر التمويل المحلي وأخرى تسعى وراء التمويل الخارجي المشبوه دون أن يكون لها أي أثر إيجابي في تنمية المجتمع المحلي. بالإضافة لبعض النوادي التي أصبحت مصدراً لإثارة الفتن والنعرات وتهديداً للأمن والسلم المجتمعي لما يصدر عن جماهيرها من ممارسات لا بد من وضع حل جذري ونهائي لها.
•ويكفينا تضحية وإيثاراً للآخرين بداعي القومية والحالات الإنسانية متجاوزين ومتجاهلين وضعنا الداخلي الذي بأمس الحاجة للعناية والرعاية والمعالجة الفورية ولا زلنا أشبه بالنعامة التي تضع رأسها بين الرمال وجسمها ظاهرٌ للعيان.
wadi1515@yahoo.com