يأتي لقاء القادة العرب في الاردن في ظروف دقيقة تمر بها الأمة ، ولعل في اجتماعهم في أواخر الشهر الجاري في البحر الميت دلالات زمانية ومكانية في ما تمر به الأمة العربية اليوم:
١- يلتقي القادة في اخفض بقعة في العالم ( البحر الميت) ولعل في هذا رمزية لحال الأمة العربية اليوم، فهي في القاع الحضاري والاجتماعي والسياسي وتحتاج اليوم الى همة عالية وعزيمة كبيرة لتتمكن من النهوض .
٢ - يبتعد لقاء القادة عن الارض المحتلة أمتارا قليلة، ويأتي اجتماعهم هذا ودولة الكيان في زهوّها واستعلائها ، رافضة كل قراراتهم وضاحكة من كل اداناتهم، يجتمعون وسيسمعون خلال اجتماعهم اخبارا عن استهداف فلسطيني او هدم بيت مقدسي او اقتلاع شجرة زيتون رومانية، ولن يتمكنوا من فعل شيء واجتماعهم سيمر دون ان يشكل اي قلق للكيان.
٣- يجتمعون في ذكرى معركة الكرامة (زمانيا)، والتي تبعد عنهم بضعة كيلومترات (مكانيا)، ولعل في هذا تذكير لهم بالكرامة العربية المهدورة، وفيه كذلك بعث أمل لديهم ولدى الشعوب انه بالإمكان استعادة كرامة الامة ان تشكلت لديهم الإرادة السياسية الصادقة لإنقاذ ما يمكن انقاذه لهذه الامة العربية.
٤- يلتقون في الاردن الصامد في محيط ملتهب، لعلهم يتحملون مسؤوليتهم في التكافل والتضامن لمساندة الاردن في تجاوز مصاعبه الاقتصادية، فالحرب في سوريا واليمن كلفت الدول العربية النفطية اكثر من ٣٠٠ مليار دولار خلال الخمس سنوات الماضية، لو صرفت على التعليم والصحة وبناء المساكن والبنية التحتية والبحث العلمي لاختصرنا الفارق بيننا وبين الدول المتحضرة، الا ان تلك الأموال المنفقة لم تزدنا الا جوعا وتفككا وجهلا ومقابر جماعية.
انهم يتحملون مسؤولية عظيمة ، وان شكلوا إرادة سياسية جادة سيجدون من الشعوب استجابة كبيرة، اسال الله ان يعينهم على ان يرفقوا بأمة محمد.
"" اللهم من ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه"""