اقتراح مقدم إلى رئيس الحكومة ..
موسى الصبيحي
12-11-2008 02:00 AM
لأنني أعرف أن رئيس الحكومة الحالي ديمقراطي وشفاف، وأن لديه الاستعداد الكامل للإصغاء إلى كافة الآراء حتى لو كانت تتعارض مع رأيه ومع توجهات حكومته.. ولأن الحكومة التي يرأسها تتجه نحو التعديل، وأن دولته - كما رشح في الأخبار - سيقوم باستبدال ثمانية وزراء على الأقل من طاقم الحكومة الحالي المثخن.. ولأن الناس وحتى النخب لم تعد تفهم لماذا يخرج وزراء ولماذا يدخل آخرون، ولماذا تتعدّل الحكومات، لا بل لم يعد أحد يفهم لماذا تتغير حكومات وتتشكّل أخرى، ولماذا يأتي رئيس ويرحل آخر في أزمان متقاربة..!!؟
فإنني أضع بين يدي دولته الاقتراح التالي لعله ينفذه إذا ما همّّ بإجراء تعديل وزاري على حكومته:
يتمثل هذا الاقتراح بأن يصدر عن مكتب دولته بيان رسمي يكشف فيه بكل صراحة وشفافية عن مبررات ودواعي التعديل الوزاري، وأسباب خروج بعض الوزراء ودخول آخرين إلى الحكومة، وما هي رؤية الرئيس ورؤية حكومته الإصلاحية بعد التعديل..
وهل يرى أن التعديل على طاقم الحكومة كاف لكي يسير الجهاز التنفيذي للدولة في الطريق الصحيح أم أن التغيير يجب أن يطال رؤساء أجهزة حكومية أخرى متزامناُ مباشرة مع التعديل لكي يستطيع الرئيس أن يخرج بتوليفة متجانسة قادرة على تحقيق رؤية ورسالة حكومته، وهذه هي تتمة الاقتراح..
ولعل تنفيذ الرئيس الذهبي لهذا الاقتراح الممزوج بفكرة التقييم الكلي لأداء الحكومة كجهاز تنفيذي للدولة، في حال قناعته به، ما يدل على تفهّم أعمق لحالة لم تعد مفهومة بصورة واضحة في أذهان الكثيرين، خصوصاً وأن الناس اعتادوا على استقبال حكومات ووداع حكومات دون أن يفهموا لماذا جاءت هذه ولماذا رحلت تلك.. وما هو التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يكون قد حصل بعد ذلك..!!
في الإفصاح عن أسباب التعديل الوزاري المقرون بالتقييم الكلي ما يبدّد هذه الضبابية، ويقتل الشائعات، ويفسح المجال لفهم دور الحكومة الجديد في الحكم والإصلاح والتطوير وتسيير الشؤون العامة، إضافة إلى كون ذلك يفتح آفاق تفاعل إيجابياً لم يكن ليحصل في حال غاب عن الوعي العام أو اختلط في الأذهان مفهوم التعديل بصيغته الروتينية المجردة مع متطلبات الإصلاح والتطوير التي يُفترض بالحكومات أن تسعى لتوفيرها، بصورة ربما تؤشر إلى وجود تعارض ما بين المصالح والأولويات الوطنية ومتطلبات ودواعي التعديل أو التغيير في طاقم الحكومة..!!
أرجو أن يسجل الرئيس الذهبي سابقة في تاريخ الحكومات الأردنية، وهي سابقة إيجابية في إقدامه على تنفيذ هذه الفكرة بأن يبادر إلى الإفصاح التام عن مبرراته لتعديل حكومته، والدوافع الضاغطة باتجاه التعديل.. وأن يمزج ذلك بتقييم الأداء العام لحكومته ولرؤساء الأجهزة المؤسسية فيها تقييماً دقيقاً نابعاً من تحريات تكشف خبايا الإخفاقات وأسرار النجاحات، لأن المطلوب أن يساعد الرئيسَ الذهبي في تحقيق رسالة ومهام حكومته تنفيذيون حكوميون طموحون وأكفاء شعارهم التطوير المستمر في كل المجالات وفي كل الأوقات، مع وقفة صارمة لا تقبل التهاون مع أي محاولة للتخريب أو الهدر أو التقاعس أو حتى -وهي الأخطر- تسطيح الأفكار الكبيرة لكي تصبح صغيرة من خلال عكسها على الذوات لا على المؤسسات...
مع تمنياتي للرئيس بأن ينجح في مسعاه وأن يسدد الله خطاه..!!