إخس على السلطة التي تضرب أبناءها
عدنان الروسان
14-03-2017 02:10 PM
قبيحة هي الدنيا حينما يتسلل الصغار ليجلسوا في مجالس الكبار ، و تافهة هي الثورة التي تأكل أبناءها ، و السلطة التي تكون أرنبا مذعورا أمام العدو و أسدا لجوجا على أبناء الوطن ، حقيرة موازين السياسة التي تجعل من رجل أعمال قائد ثورة و من باعة سجائر و وسكي و وكلاء إعلان ثوار يريدون تحرير فلسطين ، و تجعل من فأر ينتفخ كبرا واعوجاجا حتى يظن نفسه أسدا و يحاول الزئير ...
إخس على الزمن الذي تقوم به سلطة البنادق الفلسطينية بمحاكمة أبناء فلسطين لأنهم يحملون السلاح ، كان هذا عمل إسرائيل و قبلها بريطانيا العجوز ، العاهرة المتصابية ، بريطانيا هنري كمب بيل و بلفور ، بريطانيا التي ذبحت فلسطين من الوريد إلى الوريد و استلقت على قفاها تشرب من دماء الفلسطينيين حتى اليوم ، سلطة البنادق الفلسطينية التي تتاجر بكل شيء من السجائر إلى الإسمنت المنقول لإسرائيل لمحاصرة الفلسطينيين بالجدار العازل ، إلى الويسكي و تجارة الإعلانات إلى محاكمة باسل الأعرج بتهمة حيازة سلاح غير مرخص.
الفلسطيني صار بحاجة إلى ترخيص ليحمل سلاحا في فلسطين ، ليدافع فيه عن نفسه ضد المستوطنين اليهود ، الفلسطيني صار لقيطا يحتاج إلى أن يحظى برعاية السلطة الفلسطينية التي تحمي الاحتلال بدل حماية الفلسطينيين ، الفلسطيني لم يعد يخاف الجيش الإسرائيلي بل الجيش الفلسطيني المظفر ، الذي يقوم بعمل الاحتلال ضد أبناء شعبه ، الفلسطيني صار يحاكم و يقتل و يشرد من قبل جنود احتلال السلطة و لم يعد يدري من عدوه و من صديقه.
مناظر الهراوات و جنود السلطة الفلسطينية و هم ينهالون على رؤوس المواطنين الفلسطينيين بالضرب كانت مناظر مؤلمة مقززة مثيرة للاشمئزاز ، أدوات التحرير ، هكذا كان يظن الفلسطينيون المساكين ، أن أولئك الجنود المدججين بالسلاح و الهراوات كانوا أدوات تحرير لفلسطين فإذا هم أدوات قمع ، ممتلئون حقدا و كراهية على كل فلسطيني ، على كل باسل أعرج ، على كل مناضل ، يضربون و كأن من أمامهم يهودا لا فلسطينيين.
إخس على من تجعله مكالمة من ترامب يطير فرحا و نشوة و يستعد لزيارة البيت الأبيض و كأنه ذاهب إلى حجة النصر الكبير و كعبة و قبلة المسلمين و كأنه سيعود بصك التحرير و لن يعود إلا بما عاد به مئات المرات سابقا ، بخفي حنين ، و لكن هذه المرة حتى حنين قرفه من كثرة ما أعار أخفافه ، فقد يعود بخفي نفسه ، ( بالمناسبة يشتري أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أحذيته من شركة فابي الإيطالية الواقعة في منطقة ماركي الإيطالية و عاصمتها فلورنسا ، و ثمن الحذاء الواحد عشرون الف يورو و هذا بحسب وسائل إعلام موثوقة بل و نشرت إحدى الصحف الإيطالية وثيقة تثبت ذلك ).
إخس عليكي يا دنيا ، " تبدلت غزلانها بقرودها " و صارت عرصاتها و قيعانها ممتلئة بقادة الخمس نجوم ، ثوار الفنادق و المطاعم و النوادي و العاهرات ، ( دخلت على أحد قيادات السلطة الفلسطينية فوجدت امرأة تقوم بعمل البيدي كير لأقدامه و هي تحتضن قدمه بين نهديها ، و لم يرف له جفن بل بدأ يحدثني عن الثورة و قد كنت مدعوا عنده على الغداء ، بينما سائقه في الخارج و مرافقيه يقفون على أهبة الإستعداد كأنهم يحرسون مونتغيمري ) ، تلك هي أسود السلطة و قيادات الفتح الفلسطيني المظفر ، ثم يقولون لك قيادات.
مسكين أنت أيها الشعب الفلسطيني ، أشجع و أعظم شعب و أسوأ قيادات و أقبح قادة الله يرحمك يا بو جهاد و أبو علي سلامة و وديع حداد و عبد القادر الحسيني ، لقد أحسنتم أن متم قبل أن تروا قيادات شعبكم الجديدة ، بياعي الدخان و الإعلانات ، مسكين هذا الشعب الفلسطيني العظيم ، الذي يتحمل ظلم و غدر و وقاحة اليهود بكل بطولة و لكننا نراه دامع العين و هو يرى أبناءه من جنود السلطة ينهالون عليه بالضرب و التحقير " و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ".
لن يستسلم الشعب الفلسطيني ، و ما أبو مازن و سلطته إلا غمامة صيف في سماء القضية الفلسطينية لا تلبث أن تنقشع ، و ما أركان عصابة المافيا الفلسطينية الموزعين بين دول النفط و المال و بين أجهزة الأمن الإقليمية و العالمية إلا بيدق بيد الشيطان سينهزمون و يعيشون بجانب حساباتهم المصرفية عند أحذية أسيادهم الذين نصبوهم و نصبوهم ، فتناوبوا التنصيب و النصب حتى ملت أرض فلسطين منهم و من نذالتهم المغلفة بأوراق لوطنية و زينتها.
إخس على كل من رفع العصا في وجه فلسطيني من مرتزقة السلطة ، حذاء باسل الأعرج و مروان البرغوثي و أحمد ياسين و يحيى عياش أطهر الف مرة من أطهر قيادة تنسق مع إسرائيل في السلطة.
و لا حول و لا قوة إلا بالله