المسكوت عنه في حوار "النخب الحاكمة بأمر العامة"
د.مروان الشمري
13-03-2017 11:32 PM
يتبارى تياران في فضاء التنظير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني، وكلما انتهى صراعهم في فضاء العامة في قضية ما انتقل الى ملف اخر اكثر اشكالية وجدلا بحكم الهوة السحيقة بين مكنونات الاحباط والسلبية لدى الغالبية ذات النزعة المتشددة وبين النخب المستمسكة بالعروة الوثقى الدنيوية وهي مفاتيح غرف التعليب لنظريات التجريم وصرف صكوك الوطنية والخيانة والاجرام والحب والسلام وتوزيع خلق الله على خانات توصيفية منحوا أنفسهم شرعية اقرارها.
لا يدرك هذان التياران بان تلك الغالبية المسحوقة قد توارثت فشلا بعد فشل ممن يحكمون امرهم عشائريا اولا وممن يتحكمون في قوت خلق الله وممن تموضعوا في مراكز السلطة التنفيذية منذ رحل وصفي التل الى ربه ، لقد توارثت الغالبية شعور الاحباط وضعف الإيمان بالانخراط الإيجابي وباستحالة القدرة على احداث اختراق في الوضعية المتردية اقتصاديا وسياسيا وانفصمت عرى التوافق الاجتماعي على ثوابت إنسانية نادى بها ديننا وكل الأديان، هذه الغالبية أضحت تكفر وتكفّر كل شيء ولأي شيء ودون وعي او ادراك لأي مسوغات ودون الرجوع لأي منطق؛ علمي كان أم ديني أم انساني وهذا الأخير لا يخالف باي حال لا اي دين ولا فكر جمعي انساني لأي مجموعة من البشر.
وصلت تلك الغالبية الى قناعة الكفر باليمين المتسلط على رقابهم في مجتمعاتهم وفِي مكاتب القرار وديوان العشيرة وحتى في البيت فتمردت عقولهم في أتجاه واحد وهو العاطفة الدينية كنوع من التعويض عن عجزها او تجميدها قسرا بفعل الموروث الاجتماعي والسياسي في البعد القراري للإنسان ونتيجة لعدم قدرتها على انتزاع احترام لإرادتها التي قصرت في التعبير عنها، وكفرت تلك الغالبية بكثير من الليبراليين الذين جاؤوا بمظلات صنعت في دوائر استخباراتية غربية وجاؤوا بمخططات لم تسعى الا لطمس هوية المجتمع وصبغها بهوية لا كينونة فيها ولا توافقية مع اي مبادئ في حقيقتها إنسانية ولَم ترد الا الإمعان في قتل العقل واستمرار تأجير مصير ومستقبل هذا الشعب لجماعات نوادي الظلام.
أرجوكم ارحموا شعبنا وانفكوا عن عقله الجمعي قليلا حتى يتمكن من مراجعة فكرية شاملة لكل منظومته القيمية بشكل هادئ ومتزن وعلمي وملتزم وبشكل يضمن تصحيح مسار هذا الشعب وهذه الأمة ليعيدها الى جادة الصواب.