سيف بن زايد: "خطاب الإمارات مبني على تعزيز السلام والتعايش
12-03-2017 05:06 PM
خلال مشاركة سموه في منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال في دبي:
سيف بن زايد: "خطاب الإمارات مبني على رؤية القيادة في تعزيز السلام والتعايش بين الشعوب"
عمون - أستعرض الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تجربة الإمارات المتميزة في مجال الاتصال، وأثرها في منح الإمارات مكانة متميزة إقليمياً ودولياً، معرجاً على الخلفيات التاريخية التي وضعت أسس الخطاب الرسمي الإماراتي المتوازن، والمبني على رؤية القيادة في تعزيز مفاهيم السلام والتعايش المشترك بين مختلف شعوب العالم.
وأكد سموه أن الإمارات بطبيعة تشكيلها السياسي والاجتماعي، تعتمد اسلوباً متميزا وأصيلاً في الحوار البنّاء، والتواصل الفعال، وتعمل الدولة على استشراف المستقبل لتطوير وسائل الإعلام والتواصل على نحو يسهم في تحقيق المزيد من التقدم والاستقرار والرخاء.
جاء ذلك خلال حديث سموه في جلسة منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي، تحت عنوان "الإمارات– رؤية القيادة... وتواصل نحو الريادة» والتي حضرها سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والعميد سمو الشيخ محمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير عام الإدارة العامة لشؤون الأمن والمنافذ بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وسمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة ال نهيان، ومعالي الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولفيف من كبار المسؤولين.
وأوضح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي فيصل بن حريز بشكل حواري، أن دور الاتصال الحكومي يكتسب أهميته في نقله للرسائل الرسمية والخطاب الحكومي على مختلف المستويات، ومؤازرة جهود الحكومة لنقل رسالة تضمن وصولها إلى مختلف شرائح المجتمع بدقة وشفافية ووضوح.
وقال سموه إن الحاجة للاتصال بدأت منذ مهد البشرية، وكانت الرسائل السماوية أمثلة وشواهد حية على أهمية التواصل لتحقيق الأهداف، مؤكداً سموه أن دولة الإمارات انتهجت الحوار المتبادل والتواصل المباشر كمنهج للخطاب الرسمي، ودلل سموه على كيفية إدارة الحوار بفعالية، على نحو يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية والمصالح العليا للدولة.
وأشار سموه في معرض رده على الأسئلة، إلى تعامل وإدارة المغفور له بأذن الله تعالى "الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله مع الاتصالات الداخلية والخارجية بوصفها أداه هامة لتعزيز التوافق والفهم المتبادل والتعاون بين شعوب العالم، معطياً سموه مثالًا يوضح طريقة المغفور له الحكيمة في التواصل مع رجال أعمال صينين وإرساله طائرة خاصة لتوسيع مظلة الحوار للمنفعة المتبادلة ولتعريفهم بالإمارات ضمن القارة الاسيوية.
وتابع سموه حديثه عن القائد الأب "زايد الخير" رائد التواصل وحكيمه، وكيفية تعامله مع الاتصالات الخارجية السلبية والايجابية، ومنها على سبيل المثال إدارة "زايد المؤسس " بحكمته وصبره وحرصه على الثوابت، ترسيخ وتعزيز "الاتحاد" مع وجود هجمات ورسائل سلبية من دول اخرى تشكك في قدرة الدولة الاتحادية على الاستمرار، وها هو الاتحاد قائم اليوم وسيبقى قائماً، مشيراً سموه إلى حكمة "زايد الاب" في دعم التواصل الفعال مع وسائل الإعلام البريطانية واستضافة مراسليهم اثناء حرب الـ 73 والمؤتمر الذي عقده المغفور له في لندن بشهر أكتوبر، لاطلاعهم على حقيقة ما يجري في مصر، ولن ينسى العالم كلماته الخالدة التي أسهمت بشكل حاسم في تغيير المفاهيم السائدة في الخطاب البريطاني الإعلامي آنذاك.
وأضاف سموه أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة على هذا النهج المتوازن والمنفتح في تعزيز مسيرة التواصل والخطاب، لتنعكس ايجاباً في إيصال رسالة واضحة تعزز من مسيرة التطوير في البلاد.
وأكد سموه أن أبرز معايير وأسس التواصل في الإمارات هي الانفتاح والشفافية والوضوح والحوار المباشر في المجالس والمكاتب الحكومية المفتوحة، مع العمل بشكل مستمر على تطوير أدوات الخطاب لاستيعاب التطورات التقنية والبقاء على منهج متوازن مفتوح، داعياً وسائل الإعلام التقليدية إلى تعزيز دورها بتطوير وسائلها وتقنياتها ومحتوياتها للمساهمة في نقل الرسالة الحضارية المواكبة لنهضة الدولة في مختلف المجالات.
ووصف سموه مبادرات ومشاريع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالريادية والقادرة على استيعاب التطورات، واستخدام أحدث ما توصلت اليه تقنيات الاتصال الحديثة وتطويعها لخدمة الناس واسعادهم.
وذكر سموه أن خطاب الدولة المتوازن أسهم في إيصال الرسالة الرسمية للدولة محلياً واقليمياً وعالمياً، وأن مؤشرات ثقة المواطنين بأداء حكومتهم تصدر أعلى الأرقام والمستويات، بحسب المنتديات والمؤتمرات الدولية مثل "دافوس " وغيرها.
ودلل سموه بمثال إطلاق مشروع المريخ 2117 والذي يمنح الإمارات ريادة نوعية عالمية وهي تعلن عن خطتها الطموحة لإنشاء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بعد مائة عام من الآن، وما يتطلب من قدرة على صياغة الرسالة الرسمية وتبسيطها لإبقاء المجتمع على اطلاع بمستجدات هذا المشروع، مؤكداً سمو نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أن ريادة الإمارات وتصدرها المؤشرات الدولية متواصل في كافة الأوقات والأزمات لحسن إدارة قيادة الدولة للأزمات المحلية والعالمية، مشيراً إلى حادثة حريق "فندق العنوان" التي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن تنقل للعالم ببث حي ومباشرة، بما يؤكد أن ليس لدى الحكومة أي أمر تخفيه سواء عن مواطنيها أو العالم.
وذكر سموه أن المغرضين والحاقدين حاولوا استغلال حوادث الشهداء للتهجم على سياسة الخير والعطاء والاعتدال التي تنتهجها الإمارات، ولكنها اثبتت بحكمة قيادتها وإرادة شعبها وشفافية الاتصال الدائم بين الحكومة والمجتمع، فشل تلك المخططات، مؤكداً سموه أن خوض قواتنا المسلحة للحرب في اليمن ضد الشر والاطماع محط تثمين واعتزاز الجميع، حيث أعطت للإنسانية والأخوة والشرعية حقها وواجبها.
وأشار سموه إلى مبادرات الدولة الإقليمية والعالمية مثل " صندوق الإمارات للتنمية " الذي تحمل رسالة الإمارات في الخير والعطاء ومضمونها الإنسانية، وتصدر الدولة قائمة دول العالم في المساعدات بحسب احصائيات منظمات دولية بدون شروط وبدون حساب للجنس أو الدين ، ثم أشار سموه إلى صندوق ابوظبي للتنمية احدى أدوات العطاء الإماراتي والذي تأسس بهدف مساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية بتقديم العون لها والاسهام في الحد من تبعات الفقر و"القمة العالمية للحكومات" التي أصبحت منصة التواصل الحكومي الأولى عالمياً.
وأكد سموه أن مبادرات ومشاريع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تكتسب أهمية بالغة في نقل الرسائل الرسمية وتعزيز الخطاب الحكومي على مختلف المستويات، بما يضمن توصيله إلى مختلف شرائح المجتمع بدقة ووضوح وهما الركيزتان الرئيستان لنجاح الأهداف المنشودة.
وقال سموه إن" صاحبي السمو نائب رئيس الدولة وولي عهد أبو ظبي" والذين تخرجا معاً من مدرسة الإمارات الريادية في التواصل، ومن نفس المؤسسة العسكرية، قادا حركة الاتصال والتواصل محلياً واقليمياً ودولياً بشكل فاعل يشهد له القاصي والداني، وجعلا منه اساساً في المنظومة الحكومية الإمارتية، مدللاً سموه على قدرة الاتصالات في تحقيق أهداف الدول، حيث يكمن نجاح الجيوش في قوة اتصالها، كما يعنى الاتصال لها خسارة المعركة او كسبها.
ووجه سموه تحية شكر وتقدير لراعي المؤتمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً سمو وزير الداخلية أنه من الصعب احصاء ما يتميز به نائب رئيس الدولة من حكمة ورصانة واسلوب متميز في تواصل القادة مع مجتمعاتهم والعالم، لكن اقتبس من كتابه الاخير "تأملات في السعادة والإيجابية" أسلوب تواصله مع الآخر الذي يعتمد على "الايجابية في التعامل والاتصال والتواصل" و"التفاؤل وتعميم السعادة كأسلوب حياة يومي".
كما أشار سموه إلى مبادرات نائب رئيس الدولة التي تحمل ابداعاً وريادة في التوازن بين الكثرة والنوعية ذات رؤى ومضامين إنسانية مثل "نور دبي" الخيرية التي وصلت لأصقاع الأرض تنشر مفاهيم الخير والإنسانية، ومشروع " تحدي القراءة " لتوسيع مدارك العقل كأكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة يستهدف النشء بقراءة 50 مليون كتاب في العام، وتوجهات الحكومة وعزمها على "استقطاب العقول والمواهب" لتطوير الاستثمار البشري عبر إطلاق منظومة التأشيرات المطورة والخاصة بالكفاءات والمبدعين والمواهب في كافة القطاعات لرفد وتعزيز الاقتصاد الوطني، وغيرها مما لا يمكن ان يتم حصره في مقال أو لقاء.