اعتقد اننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في الكثير من البرامج التدريبية التي من شأنها إعداد المعلمين وخاصة ممن هم على رأس عملهم ، بالطريقة الملائمة الصحيحة التي من شانها النهوض بالأداء داخل الغرف الصفية، وبالأساليب التي ترقى إلى تربية متوازنة في عصر متغير ..
يجب أن نعي تماماً أن المعلمين اليوم هم وحدهم القادرون على إصلاح التعليم ، وهم الركيزة الأساسية في النظام التعليمي ، فقد نشأت الحاجة إلى أن يواكب المعلم متغيرات العصر ومستجداته ، ونتيجة ذلك تظهر الحاجة إلى التدريب على الاستراتيجيات الحديثة التي تضمن استمرار مواكبه المعلم لعصره ، إضافة لضرورة دراسة البيئة الاجتماعية والمدرسية والصفية التي هو جزء منها ، وبذلك فالحاجة باتت ملحة لتدريب المعلمين بكيفية تطوير أنفسهم ، والارتقاء بأدائهم ، بعيدا عن الاساليب التقليدية القديمة التي لا تلبي حاجات وضرورات المرحلة ، وبذلك فان الحاجة الى التدريب العصري أصبح أمرًا هامًا مع توفير مرجعيات ومصادر للتعلم من شأنها تلبيه الغرض ، وهذا يتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع القائمين على ذلك وتحت إشراف ورعاية المشرفين التربويين المؤهلين تأهيلا عاليا .. لنسمو بمعلمين ذوي قيمة يعتد بهم وقادرون على مواجهة التحديات ، وبذلك استطيع القول ( أعطني معلماً أعطك أمه ) ومقطع القول : يتحتم علينا جميعا أن ندرك بأن غاية التربية في ظلّ التحديث الذي نحتاجه ستسمح لكل فرد من أبناء المجتمع بتحقيق ذاته في إطار ثقافة ذات نزعة إنسانية لأن الصلة بما هو إنساني تجعل التربية أكثرَ من عملية تدريب مجردة لتكون عملية إنضاج مستمر ودائم .
انني ومن خلال تجربتي في القطاع التربوي والادارة المدرسية تحديدا ، أجد ان البرامج التدريبية النوعية التي تقدمها اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين اضافه الى برامج المبادرات التعليمية المختلفة تتبنى بالمطلق مفهوماً جديداً يتجاوز التراكمَ إلى الفاعلية ، والاستيعابَ إلى الإبداع والإخصاب، ما يسمح بقيام تفاعل وعلاقة جدلية بين المتعلِمين والبيئة المدرسية ، متمنيا ان يخضع جميع المعلمين الى دورات تدريبية ضمن برامج خاصه تتبناها وتدعمها وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لرفع مستوى نوعية التعليم من خلال تطوير مهارات المعلمين عن طريق توفير التدريب المستمر والتطوير المهني النوعي استناداً الى خبرات الكثير من الشركاء التربويين العالميين ، مما يعني رفع نوعية التعليم في الأردن .
واخيرا فان المعلم الناجح المتمكن هو اساس المعرفة المكتسَبة لدى الطلبة والتي تستخدم من أجل تحررهم الفكري وممارسة إبداعاتهم ، ولن يتحقق ذلك إلا بقوة نظامنا التعليمي الذي يجب أن يشكل وسيلة ضرورية للتأثير الفعّال ، بل ويجب أن يعدّل العلاقات التقليدية الجامدة بين مختلف اطراف العملية التعليمية التعلمية ، لتسود بذلك علاقاتُ التفاعل الإيجابي بين الطلبة والمعلمين وإداراتهم ، بل يتعدّى ذلك ليعني انخراطَ المدرسة في الهموم الوطنية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع ككل ، وبذلك يمكن تبنّي نهج إبداعي يعتمد كبؤرة مركزية للتعليم لأنه السبيل الوحيد لتحرير طاقات المتعلم ، وإكساب فئة الطلبة المزيد من الاهتمام فهم البناة الحقيقيون للمستقبل وهم من نعول عليهم لحمل رسالة الأمة في الوحدة والحرية والحياة الفضلى .
والله ولي التوفيق