سأقول لرئيس الوزراء الذي كلف فريقا حكوميا بمعاينة الطريق الصحراوي بعد حادث ( الخميس الاحمر ) شكرا .. فالرئيس لم يكن وزيرا للأشغال منذ حكومات.

أما السيد وزير الاشغال العامة والذي تقع الطريق تحت مسؤولياته واشراف وزارته فانه يعلم حالها ويعلم عدد الحوادث التي ذهب ضحيتها كثيرون حتى بات الاردنيون يسمونه ( طريق الموت )

واطرف ملاحظة قرأتها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي تقول ( سيدتي ان اقرب طريق الى قلب الرجل .. الطريق الصحراوي ).

فريق حكومي يتحرك الان فاذا كان بوسع هذا الفريق الرفيع المستوى أن يفعل شيئا فقد كان بامكان وزير الاشغال أن يفعل ذلك منذ مدة طويلة .. كان عليه مثلا أن يؤجل مشاريع عديدة وأعطاء الاولوية للطريق الصحراوي شريان الاردن الاقتصادي.

لكن ما خبرناه بالتجربة أن المسؤولين لا يستفيقون لأداء مهماتهم بامانة وجدية الا بعد مصيبة تحل بهذا الشعب المبتلى بحكوماته الكسولة ..

نعم حكوماتنا تتحرك عندما يقع الفأس بالرأس .. او عندما ينفجر المواطن غضبا وقهرا ..
من الناحية القانونية فان المسؤولية بالتعويض تقع على عاتق وزارة الاشغال اذا كان الحادث بسبب عيب في الطريق , ومن الجدير بالذكر أن أول من شرع المسؤولية القانونية عن الحوادث الناجمة عن عيوب الطريق هو سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال ( والله لو أن شاة تعثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله لم لم أمهد لها الطريق ) .
في الدول التي يحترم الوزراء فيها مسؤولياتهم يقدم الوزير استقالته بسبب حادث اقل وابسط بكثير من حادث القطرانة أما في بلادنا فان كرسي الوزارة منبر لتقاذف المسؤولية هنا وهنك وعندما يحدث حادث ينطلق المستشارون لأختلاق التبريرات التي تبعد المسؤولية عن الوزراء وكبار الموظفين.

انصح ذوي الضحايا – يرحمهم الله – بمقاضاة الحكومة ممثلة بوزارة الاشغال العامة ,, كما أنصح السيد الوزير بالرحيل ..