لم أكن أتوقع أبدا أن يكون رد الدكتور عمر الريماوي رئيس جامعة البلقاء التطبيقية على مقالة الزميل جميل النمري بهذه الصورة الانفعالية الاتهامية التي أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها محاولة غير مشروعة للأرهاب الفكري .

وأستعير هنا بعض الجمل التي أستعملها د الريماوي في رده اذ يجعل مقال الاستاذ النمري ( في سياق الحملة المنظمة التي يقودها البعض ضد الجامعة وأدارتها وأنجازاتها ) , وأيضا ( أن النشاط يحمل موافقة وزارة الداخلية الاردنية .. ) و يقول أيضا ( أن الصحفي الذي لايتقي الله والوطن وقائد الوطن في كتاباته فهو صاحب أجندة خارجية بلا شك ) .

ومع أنني أحترم الدكتور عمر الريماوي كشخص وكأستاذ عالم ورئيس جامعة وأعرف مدى تواضعه وخاصة مع الاعلاميين الا أنني أجد نفسي رافضا لهذه الاتهامية الموجهة الى الزميل النمري حتى لو أرتضاها النمري نفسه باعتبار أن هذه اللغة ما كان ينبغي أن تصدر من رئيس جامعة , ولذا فانني أرد عليه بالقول : ليس مقبولا يا د عمر أنه كلما وجه اليك أحد أنتقادا أن تضع ذلك في سياق ما تقول أنه ( حملة منظمة ضد الجامعة وأنجازاتها ) لا ليس هناك حملة منظمة ضد الجامعة على الاطلاق , نعم نحن نلاحظ حملة ضدك شخصيا وضد سياساتك في أدارة الجامعة , وهي حملة منظمة فعلا ويقودها نواب ويشارك فيها موظفون من داخل الجامعة , ومن حقك الرد عليهم والدفاع عن نفسك وأنا وغيري كثيرون لانقبل أبدا أن يحرمك أحد من حق الدفاع عن نفسك تحت أي ذريعة , ولكن ليس كل نقد لك ينصرف الى الجامعة كمؤسسة وطنية محترمة , وليس كل معارض لك يعتبر معارضا للجامعة أو معاديا لها .

ثم ان قولك أن الحملة تجري بموافقة وزارة الداخلية , قول يدهشني ويجعلني أتساءل فيما اذا كان التصريح الذي تمنحه وزارة الداخلية لأي نشاط يحصنه من النقد ؟؟ , أم تريد أخافتنا ككتاب بوزارة الداخلية !! , وتذكر أن وزارة الداخلية تمنح أحيانا أحزاب المعارضة تصاريح أعتصامات ومسيرات فهل هذه أيضا محصنة من النقد !؟ أما الفقرة الاشد أيلاما في ردك فهي الاختباء خلف تقوى الله وخلف الوطن وخلف مقام جلالة الملك لأتهام الكتاب الناقدين بأن لهم أجندة خارجية , واذا لم يكن المقصود الزميل النمري والكتاب الذين يوجهون نقدا لك فما هو موقع هذه الجملة ومناسبتها في الرد .

كان الدكتور الريماوي وهو الاستاذ المربي المعروف والمحترم – وأنا أؤكد على ذلك حتى لاتظن أن مقالي أيضا في سياق الحملة المنظمة ضدك - كان بامكانه الرد بعقلانية ومنهجية ودون أنفعال وكان يمكن أن يكون مقنعا , غير أن رده يكشف مدى قلقه من النقد الصحفي وحالة النرفزة الاعلامية التي لم نكن نعهدها فيه من قبل ..