العشائـــــر الأردنيـــــة
خلف الخوالدة
09-03-2017 04:23 PM
العشيرة منظومة اجتماعية سياسية ثقافية علمية اقتصادية تعنى بكافة شؤون الحياة وجدت منذ بدايات وجود الأمة العربية قال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) صدق الله العظيم ومن خلالها كانت تدار كافة شؤون الحياة. تمتاز العشيرة بإلتزامها بالشرائع الدينية والقيم والأعراف الإجتماعية الحميدة المتوارثة. والعشيرة الداعمة لدولة المؤسسات والقانون وصمام أمن وأمان الوطن. تعنى بحلّ كافة النزاعات والخلافات ومحاولة عدم تفاقمها بدليل أن القضية التي تعصى على الإدارة العامة أو يطول أمد البت فيها من قبل القضاء سرعان ما تنتهي من خلال لقاء وجهاء العشائر على فنجان من القهوة العربية عنوان الكرم والصفح والجود.
-العشائر الأردنية بطبيعة أصولهم وامتدادهم العشائري وطنيون وقوميون لا يقفون عند حدود أو حواجز وهمية أو عنصرية وكان طموحهم تحقيق ما نادى به مفجر الثورة العربية الكبرى الحسين ابن علي طيب الله ثراه الذي نادى بدولة عربية واحدة ذات رسالة ماجدة إلا أن حلمه لم يتحقق.
-أثبت أبناء العشائر الأردنية قوميتهم عملاً على أرض الواقع لا إعلاماً من خلال استقبالهم لإخوتهم اللاجئين والنازحين والمشردين وها هم يتقاسمون معهم لقمة العيش وضنك الحياة رغم شحّ الموارد والإمكانيات.
-طريق الجهاد والدفاع عن القدس والمقدسات لم يمر من الفاكهاني أو دير القمر كما ذكر الأستاذ طارق مصاروه الذي نجلّه ونحترمه (الرأي/ العدد 16802) وإنما من خلال الدماء الزكية التي لا يكاد يخلو شبراً واحداً من ثرى فلسطين إلا وخضّب بدماء شهداء الجيش العربي والمقاومين والمجاهدين من أبناء العشائر الأردنية الذين هبّوا ومنذ بداية الغزو الصهيوني للدفاع عن فلسطين. ولا زالوا يدفعون الثمن غالياً.
-أبناء العشائر الأردنية غربي سكة الحديد هم من أقاموا مهرجان بلعما المليوني الذي كان واقي الصدمة وصمام أمن وأمان الوطن. وما تبعه من وقفات عزّ وفخر وكبرياء من قبل أبناء العشائر الأردنية. تلك الوقفات التي أبهرت العالم بأسره. ولم يحزموا أمتعتهم كغيرهم ليلحقوا بشركاتهم العملاقة والأبراج العالية والمليارات التي يمتلكونها في البنوك الأجنبية خارج الوطن، ولا يعيبهم عندما يذكر البعض منهم مسقط رأسه لأن الشافعي رضي الله عنه يقول " من علامات الرشد أن تكون النفوس إلى أوطانها مشتاقة وإلى مسقط رأسها تواقة. والتوق من أعلى درجات الإيمان ".
-ما حققه بواسل الجيش العربي والأجهزة الأمنية من أبناء العشائر الأردنية من صور مشرّفة عن الأردن والعالم العربي والإسلامي عجز عنه الإعلام العربي بأكمله وذلك من خلال القيام بواجباتهم بكل جدّ وأمانة ونزاهة وعفة وانضباط شهد لهم بذلك كافة شعوب وقادة الدول التي عملوا فيها مع قوات حفظ السلام الدولية.
-العشائر الأردنية تستنكر وترفض رفضاً قاطعاً كافة الممارسات السلبية. وإذا ظهر بعض الممارسات من قبل نفر محدود من أبناء العشائر فإن السبب هو ما تعرضت له العملية التربوية ومنظومة القيم الثقافية والاجتماعية من أجندات أجنبية وما يعاني منه الشباب من فقر وبطالة وأوقات فراغ قاتلة وغياب للعدالة الاجتماعية مما جعل البعض منهم صيداً لأصحاب بعض تلك الأجندات.
-على ما يبدو أن هنالك مخطط ممنهج يدار بكلّ خبثٍ ودهاء يستهدف الهوية العشائرية لينفرد من خططوا لذلك بترف المناصب والمكاسب دون غيرهم وليصولوا ويجولوا كما يشاؤون.
-رغم كلّ ذلك يكفي أبناء العشائر الأردنية فخراً أنهم لا يعرفون ازدواجية الانتماء والولاء وإنما انتمائهم للأردن الأعز والأغلى وولائهم المطلق لقيادتهم الفذة الحكيمة مهما تعرضوا من جحد ونكران وفقر وبطالة وهجمات متتالية تستهدف هويتهم التي نشأت منذ فجر التاريخ.