"من وادي لا وادي وحنا مشينا ومن بنات الأجوادي حنا خذينا "
بهذه الكلمات تبدأ كل " فرﱠادات " الاعراس، الغناء و" الزغاريت و التطبيل و المهاها " و " تُفَرّد" دون ان يكون كلامها قريباً من الواقع او أن تتحرى ادنى درجات الصدق بكلامها او ان يكون لديها المعرفة باهل العروس هل هم من الاجاويد ام من " الزُط" ، وكذلك المشي التي تتغنى به فالواقع انها جاءت مع " الفاردة " بالباص وليس مشياً كما ادعت وكان الأولى أن تقول "من باص لا باص وحنا ركبنا " - مثلاً - ، فهي لا تبالي بما يصدر عنها من الكلام في الغناء أكان صدق ام كذب ام وَهم فالهم الأكبر لديها هو "التفرّيد" والتطبيل ووجود العرس لتحقق ذاتها و إظهاراً للمواهب الدفينة عندها .
العرس بالنسبة " للفرّاده " نهج حياة تجد نفسها فيه بغض النظر عن نوع هذا العرس أكان عرساً وطنياً او عرساً ديمقراطياً او حتى عرساً شخصيا ً، لأن الهدف لديها هو وجود ذلك العرس.
أبناء "الفرَاده" يشاطرون أمهم هذا الهم او بشكل ادق هم من يتمنوا اكثر منها وجود هذا العرس وإن سنحت لهم الفرصة باختلاق عرس "ما قصروا .
"عيال الفرّادة " يتمنوا من الله أن يُبعث لأمهم عرسا مهما كان نوعه لتحقق ذاتها وتطلق العنان لهوايتها لتطبل وتغني و "تهاهي وتزغرت" وكل هذا في سبيل أن تنشغل عنهم ويأخذوا حريتهم "ويطشوا على روسهم " ويسرحوا ويمرحوا دون قاهر او ناهر ، فالأم تحقق ذاتها بالعرس وهم يقوموا بنشاطاتهم يسرقوا من شجر "الاسكادنيا" التي بالقرية و من "دكاكينها عصير دمعة" هم و"عيّال الفرّادات الثانيات" يقوموا بتوليع "الخريس" يسهروا حتى الصباح والام مشغولة لا ترى والعذر موجود لديهم لا أحد يراقب ولا يحاسب.
عند انتهاء العرس تعود الأمور الى سابق عهدها "فالفرﱠادة" تجلس لأبنائها على "الدّرج" ما ان يتحرك "العَيّل " من مكانه الا و"الفرﱠادة" له بالمرصاد لكن "العَيّل" أصبح يفكر بحكمة فهو قد عرف امه حق المعرفة يلتزم الصمت لحين وجود عرس اخر او اختلاق عرس اخر ليأخذ راحته مرة أخرى ويعيد أحداث كل عرس .
الشعب الأردني اتقن وبكل حرفة دور "الفرﱠادة" فهو يطبل ويغني و "يهاهي ويزغرت" في كل عرس يمر على الأردن مهما كان نوعه، كما ان حكوماتنا المتعاقبة اتقنت بكل فن دور "عيّال الفرﱠاده" دون ان تعرف "الفرﱠادة " حقيقة العرس ومن الذي اختلقه ودون ان تدرك بان الوقت يمضي وان ابنها قد كبر وأصبح اقوى بنية منها وهي لا تقوى عليه الان ولا يمكنها ردعه او قهره فلقد "تمسح العَيّل" وهرمت "الفرﱠادة " ولكنها لا تشعر بالقهر او الذل او الحسرة على ما يفعله "العَيّل " بها أو ما يقوم به من أعمال التخريب والبيع واختلاق الأمور وادعاء الحب لها ولقريتها لأنه ببساطة ليس من رَحِمها وهي ليست أُماً له .