مجبولة بالشهامة .. أنثى برجولتهاد . ردينة بطارسة
07-03-2017 11:53 PM
انتفضت في نومها ...أعترتها قشعريرة مفاجئة ...أوقظها صوت إنقباض غير مسبوق في صدرها ،إنتهرت أفكارها المقلقة ،تمتمت بعض الأدعية وذهبت لتفقد أفراد عائلتها كالعادة ،كل شيء على ما يرام ، حاولت إطفاء طعم المرارة في حلقها بالماء ولكن صورته الماثلة أمام عينيها تمنع جفونها من الإطباق والعودة إلى النوم ، صوت جرس الباب إقتلعها من فراشها ، كان وقع إسمه على مسامعها أشبه بعاصفة برق قصفت جسدها ...ركضت صارخة أين ولدي ..ماذا حدث له ..جاءتها الإجابة بنظره على بزتة العسكرية الملطخة بالدماء في حضن الوالد المصدوم ، غابت عن الوعي ...رأته في غيبوبتها ..طفل في مهده ،شاب يافع في مدرسته وجامعته ،عريس فرح في يوم زفافه ....سمعت صوته يشبه الصدى من بعيد ..لا تحزني يا أمي أنا في ملكوت السموات ....جاؤوها المعزون المتعبون ..بربطات عنقهم وكاميراتهم وأقلامهم الصحفيه ...أثقلتها الأسئلة من المتشحات بالسواد ...عكروا عليها بضوضاءهم جو حزنها الصامت ...حملوه رفقاء السلاح على أكتافهم ....ما بين نحيب الزوجة ونواح الأخوات ....وقفت هي شامخة ...لبست رداء أسماء بنت أبي بكر وتباركت بنقاء مريم العذراء وطمأنينة وتهجد الخنساء .....رفعت رأسها كأنها زنوبيا في عرشها ...وقفت تزهو فخرا بلقبها الجديد المشرف ...إليك أنت أكتب اليوم أم الشهيد المباركة ..لم أرغب الإنتظار حتى يحين عيد الأم .. فضلت أن أكتب لك في يوم المرأة العالمي ...و لينظر العالم إليك إبنة هاشم ...رمز للصبر والفخر والشهامة ...من قدمت أولادها فداء للوطن ....مثلك مثل نشميات كثيرات ...لا يقلن مرتبة عن أم الشهيد ..أيتها الأم الشابة من قضت تحت عجلات مركبتها لكي تنقذ أطفالها ...إليك أنت أكتب ...وأنت يا صاحبة الجبهة السمراء والإبتسامة الساحرة ....أم محمد في الأغوار الوسطى ..عملت ليل نهار وأصبحت الأب والأم معا من أجل تربية أبناءها الذين تركهم والدهم وتزوج من أخرى ....إليك أنت أكتب.... وأنت يا تمام ...بنت مؤاب ..عملت في أصعب المهن وتحملت كل الظروف من أجل العودة بدنانير قليلة لأطفالها الجياع ...إليك أنت أكتب ...ميسون أو عفوا المس ميسون ...معلمة الصف الأول في عمان الشرقية ... جلست هناك على كرسيها الخشبي القديم تتفقد كل طفل وطفله في صفها تحتضنهم في الصباحات الباردة من شهر كانون .....تفرك أناملهم الصغيرة في كفها لتدفئهم ...تحضر معها ساندويشات إحتياطية لمن لم يحضر مصروفه ...إليك أنت أكتب ...إبتهاج ...الجميلة ذات الوجه البشوش ...رفضت الزواج مرات عديدة لتساعد والديها في العمل في الأرض والزراعة في قرية في جبال عجلون ...إليك أنت أكتب ...أم ابراهيم صاحبة اللسان الدافىء بلكنتها الفلسطينية الآسره ،تتحمل عناء السفر كل يوم من مسكنها في الرصيفة إلى عمان وتبقى لساعات متأخرة تخبز الشراك في أحد المطاعم السياحية ....أمي ،أختي ،زميلتي ، جارتي ، صديقتي ، إليكن جميعا وإليك أنت التي لا أعرف عنك شيء ...من تقرأين الآن كلماتي ....كل عام وأنتن بألف خير . |
تحية اجلال ومحبة لكل نشميات الاردن. مع الشكر للدكتورة بطارسة.
موضوع رائع فوق العاده يصح ان يدخل منهج النصوص المختاره
ما شاء الله يا ست ردينه فعل انه موضوع -رغم ما فيه -من حزن عدت قراءبه
ما شاء الله يا ست ردينه
وإنتي بألف خير....
شكر خاص الى سلالة حوى وتحيه بالمناسبه لسلالة ادم
جميل ما كتبتية ياحابة القلم الجميل....
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة