لأول مره اشعر ان الكلمات ستقف عاجزة في وصف جبل من جبال الاردن ,انه ابو لؤي ذلك الرجل الذي جبلت طينته على الرجولة والشجاعة والثقه ,تشعر حينما تجالسه وكأنما تجالس الاردن بأكملها من الرمثا شمالا الى جبال السلط الى ضانا الطفليله والقادسيه الى الكرك مزارها وقلعتها الى الشوبك بجبالها الورديه الى العارضه مسقط الرأس وعشق الفؤاد .
لا أكاد أبالغ حينما اقول انه الاردن يمشي على الارض , اااااااه يا عبق وصفي في امسياتك وتعاليلك وانفاسك ويا شماغ هزاع وعقاله في حضورك ويا بندقية حابس وعبد الله التل رفاقك في الصدق ورفاقك في السلاح , انه الاردن يحضر في حضورك ويأن حزناً على فراقك ايها العم الشجاع .
اعرف انك عشقت الاردن وبيت المقدس وانك عشقت الشهادة اكثر واكثر , لكنه قدر الله الذي نؤمن به ونتوكل عليه .
اذا جالسته فأنت امام تاريخ معاصر وشاهد على عصرين مختلفين تماما ,يحمل في حكاياه قصصا عاشها وملوكا عاصرهم ومعتدين استبسل هو ورفاقه في ردعهم , يحمل معه حكمة وسياسة وفكرا قد لا تجده مع حملة الدكتوراه , اعطاه الله كاريزما القائد وحضور الامراء وفصاحة الخطباء .
في عينيه تجد صقرا حرا لا يرضى الا بالقمم , في عينيه تجد فراسة البدوي وحنكته وذكاءه , تجد عنده همّه عاليه لا ترضى الهزيمه ولا تقبل بها .
يا ابا لؤي من سيقول الحق من دون نفاق ومداهنه بعدك !!
من سيقف وقفاتك الصادقة الجريئه بعدك!!
من سيزور مدارسنا بالزي العسكري يوم الجيش ويوم الكرامة بعدك!!
من سيلبي الفزعة من دون تردد تماما كمظلي يقفز من طائرته لا يأبه بالموت ولا يدري عنه !!
من سيطل علينا في الافراح والاتراح ليشاركنا المناسبات وهو في اناقة الملوك وتبغ الملوك وأنفة الملوك !!
حياته مليئة بالمواقف التي لا تأتي الا من الرجال امثاله ,احد هذه المواقف في موسم الحج قبل بضع اربع سنين ذهب ليحج بيت الله ولكن على الحدود السعوديه تم تأخيرهم اكثر من 8 ساعات بدون سبب, عندها صرخ في وجوه الضباط "ما هكذا يُعامَل الاردنيون !!نحن حررنا الحرم المكي من الشيعه بعد ان احتلوه شهرا كاملا , نحن نحمي حدودكم وندافع عنها بكل امانه نحن لا نقبل المذله اما ان تدخلونا نحج واما نرجع الان الى بيوتنا "فقال له الضابط ابشر يا حج الان باصك يدخل فقال له نحن قافله 17 باص ندخل معا وبالفعل سهل الله الامر على يده ودخلوا جميعهم معا رحمك الله يا ابا لؤي عشت حرا سيدا ورحلت حرا سيدا
يعقوب حمود النعيمات –من جوار بيت الله الحرام –مكه المكرمة.