مكتشفو الدساتير الرصاصية في جولة بالاردن
05-03-2017 11:53 AM
عمون- عكفت إرث الأردن وهي شركة غير ربحية على استضافة دايفد وجينيفر الكنجتون من بريطانيا لكي تتوفر لهم منصة لتوصيل تفاصيل الاكتشاف التاريخي الأهم بالألفي عام السابقين.
فقبل أشهر تنفس علماء التاريخ والآثار الصعداء حينما تم الاعلان أخيراً عن نتائج الأبحاث المخبرية في انجلترا لما وصف بأنه أهم اكتشاف تاريخي لفهم الألفي عام الماضيين، فالدساتير الرصاصية الأردنية ليست قطعاً أثرية عادية أو نصوصاً كتبت بفترة عادية، بل إنها أقدم كتابات مسيحية كتبت في حياة السيد المسيح؛
ولا تقل إثارة الأهمية لهذه الدساتير عن رحلة اكتشافها خلال العقد السابق، فقصة الدساتير بدأت عام 2007 عندما أرسل أحد الأفراد من “عرب ال48” في الأراضي المحتلة صفيحة رصاصية صغيرة إلى جامعة أوكسفورد يطلب فيها إجراء بعض الأبحاث والتحاليل المخبرية لها ويدعي ملكيته لها بالتوارث، وعند وصول النبأ للباحثين ديفيد وجينيفير الكنجتون طلبا من هذا الشخص بعضاً من المعلومات الإضافية لفهم ماهية الأمر الذي يتم دراسته، ليتبين لهما أن ادعاءه بملكية تلك الصفيحة غير صحيح، حيث أن التراب المصاحب للقطع الرصاصية يتطابق تماماً مع الواقع الجيولوجي للأردن.
فقرر الباحثان إلكنجتون الذهاب لتل أبيب للقاء هذا الشخص والتحقق من ملكيته للصفيحة ليتبين أنها سرقت من الأردن وأن بحوزته مجموعة أخرى غير الصحيفة التي أرسلها للدراسة؛ ما دفع الباحثان إلى تصوير تلك المجموعة والمتمثلة بكتب معدنية رصاصية.
وبعد إصرار الباحثان إلكنجتون على هذا اللص، اعترف لهما بمكان الكهف الذي سرقت منه هذه المجموعة، فتوجها إلى الأردن لأخذ المزيد من عينات التربة لمطابقتها مع نتائج التربة على العينات المبعوثة مسبقاً، ليتبين مرةً أخرى أنها متطابقة تماماً. وبعد استشارة قانونية في لندن، تم التواصل مع الأجهزة الأمنية الأردنية التي بدورها قامت بالإجراءات اللازمة والتي أفضت لاسترجاع 24 قطعة غير التي بحوزة اللص كانت على وشك البيع في السوق السوداء، وتم تسليمها لدائرة الآثار العامة الأردنية.ليصار إلى تسميتها بالدساتير الرصاصية الأردنية (Jordan Lead Codices) لتأكيد ملكية الأردن لها.
دائرة الآثار العامة بدورها، طلبت من دايفيد وجينيفر الكنجتون مطابقة الدساتير المسترجعة مع الصور التي تم أخذها للدساتير التي بحوزة اللص في إسرائيل، كما وقامت بترتيب زيارة إلى الموقع في شمال الأردن لمعاينته وإجراء مسح أثري. وخلال المسح الأثري للموقع تم اكتشاف قبر يعود للقرن الأول الميلادي حسب ما تبين من طريقة الدفن والطقوس والمواد التي عثر عليها داخل القبر. وهكذا فقد حسم المسح الأثري بأن شمال الأردن -تم التحفظ على اسم الموقع بالتحديد للحفاظ عليه من العبث- هو موطن هذه الدساتير الرصاصية.
في هذه الأثناء خرجت أولى النتائج من مختبرات جامعة أوكسفورد عام 2009 لتأكد أن عمر المسكوكات الرصاصية يعود للحقبة الرومانية، ولحقتها إعلانات لمختبرات سويسرية وبريطانية، وأخرى لجامعة ردنجتون وكلها تصب باتجاه يؤكد أن هذه الدساتير أصلية وقديمة وتشير للقرن الأول الميلادي.
وفي عام 2010 تم جمع عدد من المختصين بينهم علماء من جامعة كامبريدج لترجمة اللغة المستخدمة في هذه الدساتير الرصاصية، حيث أشارت الأبحاث الأولية على الصور المأخوذة من مجموعة اللص الاسرائيلي لدساتير الأردن الرصاصية أن النصوص هي نصوص دينية تحمل تأكيداً على وحدوية الديانات السماوية.
على أثر هذه النتئاج المبشرة والمثيرة معا؛ تشاركت دائرة الآثار العامة بحسب القانون المعمول به لدراسة الآثار مع دايفيد وجينيفر الكنجتون عام 2011 وذلك لدراسة إحدى الدساتير في أكثر المختبرات تقدماً في بريطانيا وذلك للوقوف على المنحيين المعدني والمعرفي الذي تحويه تلك الدساتير.