حمار العربيعيسى أبو جودة
05-03-2017 02:45 AM
ما أن تتوقف بالفكرة العصية، في الطريق إلى صقلية حتى يطالعك المثل العربي ( اجلد السرج لكي تحمل الحمار على التفكير ). في الطريق إلى صقلية لا بد من المرور بحاوي البلدية. هناك، تحاول أن تستعيد لياقتك البدنية، تتفقد ربطة العنق الزرقاء، تتفقد الحذاء، تسترق النظر إلى السماء وتتساءل عن حاجة رئيس فتح المظاريف إلى ما قد يبررني مواطنا صالحا، فلكي أثبت للآخر حسن نواياي فلا بد من ابراز (عقد الإيجار) وذلك لتصويب الخطأ اللغوي الحاصل ما بين السروة شكلا فائضا عن حاجة المبنى وما بين الرصيف هامشا تقاس به حدود السماء ما بين سقفين واطئين من صفيح وتكتفي بنبر الجملة السعيدة الفائضة عن حاجة المبنى ( في الطريق إلى صقلية لا بد من المرور بحاوي البلدية ) . هناك، عند باب الحديد الخارجي لمبنى البلدية تطالعك مشاهد الإعلانات الزائدة عن حاجة اللافتات. هناك، يطالعك مراسل البريد ذو الحاجبين الكثيفين وقد اعترض طريقك مدققا في تفاصيل مشهدك الحيادي جدا وقد التبس عليه الموقف فهو لم يكن ليراك قبل اليوم ويبادرك بالسؤال، " هل أنت من هنا؟" ويعرض عليك واحدة من مهاراته السريعة في تجنب المستهلك والمقيت من إجراءات تذليل المادة والذريعة كالعادة هو أفضل من عرف أقصر الطرق صوب ما بات يؤجلني ويستثنيني في آن. وكما العادة لا تستطيع سوى أن تنأى بمشهدك مخافة أن يتعكر صفو محملك، تعود خطوتين إلى الوراء وتضحك وتحاول جاهدا أن تلملم عبثية القيمة من فلتان الرذيلة وبالكاد تستطيع . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة