هل سيكتب التاريخ سابقة مثيرة في تاريخ السياسة الامريكية الداخلية.. عزل رئيس منتخب في عامه الاول في الحكم. الرئيس الامريكيي دونالد ترامب يترنح بفعل الضربات المتتالية التي طالت كبار رجالات ادارته وكلها تقريبا تتعلق بعلاقة مشبوهة بين طاقم الرئيس وروسيا اثناء الحملة الانتخابية التي ادت بالنتيجة النهائية الى فوزه المباشر والكاسح على خصمه وزيرة الخارجية السابقة هليري كلنتون رغم كل التوقعات بحدوث العكس.
الدولة العميقة في امريكا تتألف من اجهزة امنية بالغة القوة كوكالة المخابرات الامريكية ووسائل اعلام ضاربة كمحطة سي ان ان بالاضافة الىى االسلطة القضائية ذات النفوذ الهائل في النظام الامريكي والنخبة الثقافية والفكرية في البلاد التي تحالفت جميعا فيما بينها لتواجه ادراة ترامب يوميا وعلى مدار الساعة، قصة بعد اخرى، بحيث لم يتمكن الرئيس الجديد في اسابيعه السته الاولى في البيت الابيض من اتخاذ قرار واحد ناجز، حتى قرارة الرئاسي الشهير بمنع مواطني سبع دولا اسلامية من دخول الولايات المتحدة تم احباطه بقرار قضائي.
لقد سهل ترامب تلك العملية المضاده له باستخدام اسلوب وصفته وسائل الاعلام بانه "غير رئاسي" فيه الكثير من الغوغائية والموجه اصلا منه الى قاعدته الانتخابية "المهمشون" التي يعتقد انها احد اهم اسباب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
لقد واصل ترامب استعداء المؤسسات الامريكية الفاعله فمثلا تهجم على القضاء والمؤسسات الامنية ووسائل الاعلام متهما اياها بعدم المصدقية وتموضع في زاوية استفزت الدولة العميقة والنخبة الثقافية والفكرية في طول البلاد وعرضها بما فيهم زعماء بارزين من حزبه الجمهوري ذو التوجهات المحافظة، مما اوصل الامور الى الحالة التي هي عليها الان.
فهل نحن امام مشهد يجري اعداده الان للاطاحة بالرئيس ترامب في عملية تسمى في النظام السياسي الامريكي Impeachment اي عزل الرئيس من قبل الكونجرس الامريكي على خلفية مناسبة، مثلا الاضرار بالامن القومي بسبب علاقته الغامضة مع الروس.
الايام القادمة حبلى بالاحداث في هذا السياق....