هو الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي , حيث تنتشر المعلومة والشائعة والتعليق والنقد والصورة والفيديو بسرعة النار في الهشيم .
لكن أكثر الإسهامات تأتي من وزراء سابقين وموظفين متقاعدين ونواب وإن كانت تحت أسماء صريحة أو مستعارة , هم أكثر النشطاء , ولعل الأردن يتفرد بهذه الظاهرة , طالما المسؤول يتقلد منصبه طالما هو في خط الدفاع الأول عن الحكومة والدولة , وما أن يتنحى حتى ينتقل الى جمهور الناقدين والمشككين .
أحد الظرفاء إقترح ولكي يستريح رئيس الوزراء من هذا الضغط أن يصطحب كل الوزراء المتقاعدين وهؤلاء الموظفين في إجازة ينتقي لهم فيها جزيرة معزولة ليس فيها إنترنت , هي فترة قياس يتمحص فيها مواقع التواصل لأسبوع , هل سيختفي ذلك اللغط أم أنه سيستمر , فقط للتعرف وإجراء الدراسات .
هي ليست نكتة للتندر بقدر أن ذلك محال طبعا فالحكومة تشدد النفقات وهي لا تريد أن تكون سخية على الترفيه , لكنه واقع الحال أليس كذلك .
• مخدرات .
في حواره مع صحافيين وكتاب من صحيفتنا العزيزة “ الرأي “ دق رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ناقوس الخطر من إنتشار المخدرات وخصوصا الحبوب وبصراحة قال أنها هي الآفة التي يجب أن نجتثها , وفي حوار طريف على الهامش , تدخل كاتب هذه الزاوية , بتعليق قد لا يرضي كثيرا من الناس , طالما أن أول مقترح لا يواجه رفضا ولا يستطيع أحد الدفاع عنه هو إستمرار فرض الضرائب على وسائل الترفيه ومنها الكحول ستبقى حبة الكيبتاجون والجوكر مفضلة , فهي تمنحك تسطيلا شاملا ليوم وأكثر بدنانير محدودة في مقابل أسعار مرتفع للمشروبات .
أنا شخصيا في كل الجرائم التي وقعت , بدءا بالإنتحار وهذا الذي يذبح أمه وأخواته أو ذلك الذي يزج عنق زوجته وبناته أو الأخر الذي يقتل أخيه وأبيه لم أر أن المشروبات الكحولية كانت سببا , بل دائما المخدرات عامل أساس فيها حيث تغذي اليأس وتمكن الحرمان من نخر العظام وتأخذ متعاطيها الى عالم الأوهام والتخيل .
بالطبع سيرجمني البعض بدعوى ترويج “ المنكر “ لكن علني أسأل , هل يرضي هؤلاء إنتشار المخدرات والحبوب التي ربما يختلف البعض في تسنيد تحريمها , دعونا نناقش ذلك بصراحة وشفافية ومواجهة ولا نهرب من أنفسنا ولا نختبيء خلف مبررات محافظة تبدو سخيفة أمام عظمة ما يهدد مجتمعنا في مقتل وهم شريحة الشباب .
•من أجل تغيير خط باص .
أول ما قرأت الخبر زحت بنظري عنه وتوقفت عن القراءة , إعتقدت أنها نكتة سمجة , على سبيل الدعابة , لكن تصوروا أن الخبر صحيحا فقد هدد سائق باص فعلا بحرق بناته الاربعة في الزرقاء , السبب ليس الجوع وليس دواعي الشرف كما هي العادة فالبنات أكبرهن عشر سنوات واصغرهن ثلاث سنوات حتى أنهن لم يميزن بعد شيئا مما يتعذر به الأباء والأشقاء لإرتكاب جريمة لا زال القانون يبررها وهي الشرف .
تصوروا أن السبب رغبة هذا السائق بتغيير خط سير الباص , لكن ماذا عن الدلالة , هل يأس هذا السائق من تحقيق مبتغاة بالطرق الإدارية والقانونية حتى يبتكر هذه الفكرة المجنونة , لماذا لم يهدد بحرق نفسه ولماذا قرر أن يدفع ببناته قربانا لرغبته؟.
الرأي