قضية اللون أو العنصر ظلت همّاً وهاجساً يقض مضاجع المثقفين الأفارقة على إختلاف مشاربهم زمناً طويلاً.
فما حدث من فظائع قديمة سودت صحف التاريخ الإنساني وما يحدث الآن من صراعات ذاتية يحاول بها هؤلاء المثقفون الخروج من نفق التمييز من خلال الأعمال الأدبية والملحمية المختلفة كان بسبب استحواذ هذا اللون على حيز واسع من وجدان المثقفين .
ما يتبادر إلى الذهن عادة هو أن أي نجاح أفريقي أو انتاج في مجالات الأدب والفن لا يأتي إلا ممزوجاً بتواجد كبير ، تواجدٌ خلقته حقيقة الفعل والانفعال في خلد الإنسان الإفريقي نتيجة المعاناة الطويلة فهو يلمس الأشياء والأحداث بروحه وعقله وحسه ويخرج من قلبه مثل خطبة مارتن لوثر كينغ المؤثرة "لدي حلم" أو مثل الرواية القيّمة للكاتب الأفريقي الأكثر شهرة "تشينوا أتشابي" تلك الرواية العميقة "الأشياء تتداعى" أو مثل النجاح الكاسح الذي حققه أوباما في فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية.
يخطىء من يعتقد أن فوز باراك أوباما هو نوع من تكفير الذنوب تمارسه أمريكا الآن عن سياسة الفصل العنصري ، لأن هذا التنصيب لم يأتِ صدفة ولا عطفاً وشفقة ولكن بالعمل الدؤوب وبتبني أفكار عن تجارب مريرة في السعي لنيل الحرية وما تجربة نلسون مانديلا الخالدة ببعيدة ، ولا حلم مارتن لوثركينغ في محيطه الأمريكي بالمساواة في الحقوق المدنية، فضلاً عن دعم رجال نافذين آمنوا بهذه القضية مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي ، كل هذه أخذت عمر أجيال في طريقها حتى تحقق ما هو أكبر من الحلم.
Zubi1965@hotmail.com