سأبدأ حكايتي من الطريق الصحراوي الممتد من عمان الى العقبة بطول (330 كم ) والذي كان حكاية ومعاناة كل اردني يستخدم هذا الطريق خاصة ابناء جنوب المملكة ولمدة تزيد عن عشر سنين ثم تنتهي قصة هذه المعاناة بعصا حكومة الملقي السحرية وبمبلغ زهيد وبوقت قياسي، حيث تمت صيانة هذا الطريق واصبح مقبول عند كل من يسير عليه لأكمل حكايتي بحبيبتي العقبة التي عانى سكانها الامرين عند كل مرة تأتيها امطار الخير فتحولها الى مستنقعات وبرك في معظم مناطقها السياحية الكبيرة والسكنية والتجارية وتتحول شوارعها الى تراب وحجارة والاضرار تكون بمئات الالاف على السلطة والقطاع الخاص والمواطنين، فقد كانت المياه تدخل المحلات التجارية والمنازل وتغرق السيارات واستمر هذا الحال منذ سنوات طويلة الى ان جاء معالي ناصر الشريدة وجلس خلف مقود ادارة مسيرة السلطة.
ويقال بانه الرئيس الوحيد الذي اختير للعقبة من قبل الحكومة التي اعتبرها سياسيون وخبراء اعلاميون انها صاحبة ولاية عامة وشاهد بعينه كيف تصبح العقبة بعد هطول الامطار لمدة دقائق فقرر تفويض كادره الوظيفي لحل هذه المشكلة من جذورها، وبالمناسبة سلطة العقبة فيها من الاداريين والمهندسين والخبراء والفنيين في اهم التخصصات ما يكفي للإدارة دولة بأكملها، ونفذت السلطة خطتها في اقل من شهرين لتخليص العقبة من اضرار مياه الامطار على القطاع الخاص والمواطنين وانتظرنا جميعا النتيجة التي لا تحسمها الا الامطار الرعدية الغزيرة وان كنا نشك فيها مقدما وينتابنا الخوف.
فجر الاربعاء تعرضت العقبة الى امطار رعدية غزيرة صاحبها حبات برد ربما تكون الأكبر، سقطت على العقبة وباستمرارية لفترة طويلة ومن شدة الامطار استعد الناس والنشطاء في العقبة لتصوير فيديوهات وصور لتجمعات المياه والاضرار والتقصير الذي سيحصل حيث منذ سنوات طويلة اعتاد الناس على ذلك ، فقررت ان اغامر واخرج من منزلي في سيارتي الساعة الرابعة فجرا فخرجت وكانت الامطار بشكل لم اشاهده من قبل وتسوحت في الشوارع فجرا وقصدت ان ازور اماكن تجمع المياه التي اعرفها مسبقا وتابعت جولاتي حتى الساعة السادسة صباحا ولم اجد نقطة تجمع مياه واحدة في الشوارع الرئيسية ولا أتربة ولا حجارة، ومياه الامطار تجري في الشوارع وكأنها صالحة للشرب دون تكرير.
النتيجة؛ نجحت سلطة العقبة بعصاها السحرية وبكوادرها وادارتها وخلصت الناس من مشاعر الخوف من الامطار على ممتلكاتهم واراوحهم، بل انها وفرت على نفسها ايضا اضرارا لم تكن بسيطة كانت تتكبدها في كل عام .. لن نسمع بعد اليوم قصة العقبة تغرق لان العقبة لن تغرق .