العقبة وما أدراك ما العقبة ..
سمير الحياري
28-02-2017 05:11 PM
عمون - لم نلحظ نحن زوار العقبة إذ التقينا رئيس مجلس المفوضين لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة صحة مقولة ان شبح رئيس السلطة السابق هاني الملقي رئيس الوزراء مازال يخيم على قرارات السلطة، بل على العكس فالتجار الذين التقيناهم مثلا يقولون ان ما تحقق لهم في حكم الشريدة أهم واسرع وافضل من كل الرؤساء السابقين ..
فالشريدة يعد الرئيس الاول الذي أتى به رئيس الحكومة الحالي بعكس اسماءٍ كالذهبي والبلتاجي وصقر ومحادين وابوغيدا الذي تعينوا برغبة عليا، فتم احتسابه على الملقي دون غيره ليشاع ان الملقي لا يريد ان يكرر تجربته في علاقته برئيس الحكومة السابق عبد الله النسور فيخرج عن احتوائه وضمن سلطته العامة على البلاد.
عند الشريدة ما يستوجب الاحترام، فقراراته كانت ضمن تقييم الاداء الافضل في التعاطي مع الحدث اليومي دون تسويف او تدخل، ولديه ما يقوله عن انجازات يحققها على الارض خاصة انه حتى الان لم يكن محط الانتقاد لنواب وذوات ومتنفذين ، فالرجل يريد للإنجاز والعمل ان يتحدث عنه، ومنفتح على كل الاطياف ويحظى باحترام وتقدير شديدين من لدن المتعاملين معه ومن تحت إمرته، ولا نقول كما يقول البعض انه يستمد قوته من الدكتور هاني الذي قرر اخيرا التدخل (...) في شأن حفلة الفنان العالمي "ياني" وملأ الدنيا صراخا انه رتب امر دفع مئة الف دينار، نالت الجهة المنفذة ثلاثة اضعاف المبلغ في ليلة وضحاها..
غرفة التجارة التي دعتنا للاطلاع على وضع العقبة ملفتة في انجازها وانحيازها للاستثمار والتطوير والتاجر العضو فيها، وفق رؤية واضحة هدفها الحفاظ على سلامة الوضع التجاري والاقتصادي في المدينة الساحلية لتبقى منارة حقيقية تلمس بصمات التوجيهات الملكية في كل زاوية ونجاح، ولازلنا نذكر قول الملك "اذا كان بيتي في العقبة يعيق التطور في المدينة فأزيلوه"..
آيلة وسرايا العقبة مشروعان قوميان عالميان ليسا محليا الهدف بالتأكيد، فلكل واحد منهما قصة نجاح ومنارة تفتخر، حتى انهما اصبحا معلمان اقتصاديان وسياحيان مخيمان بمنازلهما ذوات الخمس نجوم، ومقصدا لكل صاحب ثروة يود الاستجمام على خليج دافئ ليستريح من غضب اهل عمان والمحافظات الصاخبة، وهو ما فعله رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور الذي اقتحم صحفيون وحدته يوم الجمعة والعاصمة تجوبها مسيرات غضب تداعياتها مازالت تهتك ستر طمأنينة الاردنيين منذ ان حل رئيسا رفع شعارات ثبت انها كلها "ضحك على الذقون" و"همبكة" وأيمان في الهواء يعرفها السلطيون منذ ارسلوه الى عمان بعشرين الف صوت ليعود اليهم عبر بوابة الالفي صوت المدعومة مسبقا ليصل الى الدوار الرابع ويضرب بعرض الحائط تاريخه من اجل عين.
جامعة العقبة للتكنولوجيا من ابرز المعالم الثقافية والتعليمية الخاصة في الجنوب ، فرغم كل التعقيدات المستمرة الى الان فما زال صاحب الاستثمار الذي انفق اكثر من 25 مليون دينار على مشروعه يأمل ان تحقق مؤسسته المفخرة رد فعل مالي واستثماري يعيد له ما انفقه من اجل سلامة فكرته التي لو وضعها في غير جهة لجاء المردود اكبر واسرع.
اقل معيقات المشروع فتح شارع يخفف من مسيرة المدرسين والطلبة الى المدينة، وغيرها من معيقات بسبب عدم تنبه الجميع لرجل اراد ان يجعل من مدينته التعليمية التي زرناها موئلا ومحجاً للعلم والفكر ويشار لها بالبنان، لا ان يقال له "اذهب انت وربك فقاتلا ..". اما حكاية ادارة الظهر للمشروع ففيها من الطرائف ما يكفي لسان الاردنيين من امثلة سابقة لمستثمرين ضحكت عليهم الاجهزة المعنية بجعل البحور "مقاثي" لتصبح سرابا بعد ان يمتصوه فيحلبوه ويرموه في اليم فلا تلتقطه لا سيارة وطيارة..
الكلام عن العقبة يحتاج الى كثير من الصفحات ولكل مستثمر قصة ، اما الترفيه والسياحة فلا بواكي لهما ، فلا تكاد تحس انك في مدينة بحرية او سياحية الا ايام العطلة في الفنادق فقط، فشوارع المدينة خالية من اي معلم او عازف او فرقة او حفل يجمع القلوب وينسي مرتادي المكان قرف الاسبوع بغلاء ايامه وضرائب لحظاته ، لدرجة ان بعض الصحفيين قالوا لمسؤول عقباوي "لست ادري لماذا يأت السائح لكم".. وهو السؤال الأبرز، فلا مكان الا للأراجيل والسباحة والنوم المبكر والعودة الى المنزل بندم وأسف .
هل تعلمون ان في العقبة الان مهرجانا للتخفيض في كل شيء؛ تجارة ومرافق وجوانب حياة .. وعلى غرار مهرجان دبي للتسوق وجدة غير السعودي وهلا فبراير الكويتي.
samhayari@gmail.com