عمون - سلّط منتدى صناعات الإعلام في قطر الذي استضافته جامعة نورثويسترن في قطر مؤخرًا الضوء على سعي دولة قطر لتحقيق الريادة في مجال الإعلام والتسويق الرياضيّ.

وتناولت الجلسة النقاشية للمنتدى، التي أدارها أستاذ جامعة نورثويسترن في قطر وخبير الإعلام الرياضي كريج لاماي، مجالات عدة اكتسبت فيها قطر خبرات فريدة في الأعوام الأخيرة.

وشارك في الجلسة النقاشية كل من ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشؤون البطولة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، وجاكي بروك دويل، المدير التنفيذي للاتصال في الاتحاد الدولي لألعاب القوى والمدير السابق للاتصال والعلاقات العامة لأولمبياد لندن 2012، ونايجل رشمان، مؤسس شركة "رشمانز" .

وفي كلمته الافتتاحية بالمنتدى، قال عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي إن المنتدى "يجمع أفرادًا وممثلين عن مؤسسات صحفية وقنوات تلفزيونية وشركات متخصصة في العلاقات العامة والإعلان وغيرها من الشركات الإعلامية للحديث عن الوسائل المتعددة التي نمت وتطورت من خلالها صناعات الإعلام في قطر، إذ لا يتوقع أن تهدأ حركة هذا النمو الآن، نظرًا لاستعداد قطر لاستقبال المزيد من الزائرين والرياضيين والصحافيين في المرحلة المقبلة".

وخلال مناقشته للاستراتيجيات الإعلامية التي تعتمدها الدول المستضيفة لفعاليات كُبرى، قال الخاطر: "تعتمد الاستراتيجيات الإعلامية الناجحة لهذه الفعاليات على مجموعة من العوامل والعناصر، في مقدمتها أن تعكس الاستراتيجية أهداف البلد المستضيف من تنظيم الفاعلية، وأن تكون الاستراتيجية وثيقة الصلة بهذه الأهداف وذات مصداقية عالية، كما حدث علي سبيل المثال في ملفنا الخاص باستضافة بطولة كأس العالم 2022، حيث أبرز الملف دور البطولة الذي تلعبه في دعم رؤية قطر الوطنية، لا سيما في الجانب المتعلق بتنويع الاقتصاد".

وأضاف الخاطر: "التغطية الإعلامية للإنجازات التي تحزرها قطر في ملف استضافة ما يمكن وصفه ببطولة كأس عالم مبهرة ولها أهميتها في الارتقاء بوعي المجتمع الدولي حيال دول قطر والمنطقة وبناء سمعة لقطر كبلد مضياف ونابض بالحيوية، ما يدفع لزيارتها والاستثمار فيها".

كما تحدثت دويل، المدير التنفيذي للاتصال في الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن الفرق بين الاتصال الاستباقي والاتصال التفاعلي، قائلة أن الدول المستضيفة للفعاليات تركز غالبًا على التفاعل مع أي تغطية سلبية، وهو أمر مهم على حد قولها لكن "ينبغي كذلك التواصل مع جمهورك الرئيسي الداعم للفاعلية، باعتباره يمثل أبرز سفراءك" موضحة أنه "يجب أن تراعي أي استراتيجية إعلامية للبلد المستضيف مسألة التوازن بين الاستماع للمنتقدين للفاعلية والتواصل مع الداعمين لها باعتبار الطرف الأخير أفضل من يتحدث عن فعاليتك بصدق وبطريقة طبيعية".

كما أكدت الجلسة النقاشية على الحاجة لاعتماد تقنيات جديدة ناشئة في الاستراتيجيات الإعلامية للتأكد من وصول الرسائل الإعلامية لطيف واسع من الجمهور بقدر الإمكان وللتأكد من أن اللجان المنظمة يمكن الوصول إليها بأسهل طريقة ممكنة.

بينما أكد رشمان، مؤسس شركة "روشمانز" على الحاجة للحضور النشط والفعّال على وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من أداء منظمي الفاعلية بدورهم في صياغة الرسائل التي يتم تداولها عبر الإنترنت وضبط إيقاعها.

وفيما يتعلق بالنصائح التي تم توجيهها لوسائل الإعلام المحلية لتحقيق الاستفادة القصوى من المكانة المتنامية لقطر كجهة مستضيفة للعديد من الفعاليات الرياضية العالمية، لا سيما بطولة كأس العالم لألعاب القوى 2019 وكأس العالم 2022، أشارت اللجنة إلى أن وسائل الإعلام المحلية يمكنها الاستفادة من توسيع قاعدتها الجماهيرية المحتملة في ضوء جذب مثل هذه الفعاليات لجماهير من مختلف أنحاء العالم. وبوجه عام، ألقت اللجنة الضوء على الدور الرئيسي الذي تؤديه وسائل الإعلام المحلية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تسير جنبًا إلى جنب مع استضافة الفعاليات الكبرى والتأكد من أن هذه الفعاليات تصنع إرثًا دائمٍ ومفيد.

يذكر أن "منتدى صناعات الإعلام" يُعد منتدى فريدًا يجمع صناع القرار لتناول موضوعات ذات أهمية قصوى في مجال صناعات الإعلام والاتصال الناشئة في قطر. وقد أطلقت الجامعة المنتدى في عام 2012 ضمن جهودها المستمرة في توفير منصة لتبادل الآراء وإطلاع وتثقيف قادة الإعلام المستقبليين في قطر والشرق الأوسط، وإصدار بحوث رائدة حول أبرز اتجاهات الصناعات وأنماط الاستهلاك الإعلامي.