ذكــرى تعريــب الجيــش العربــي ودوره البطولــي
خلف وادي الخوالدة
28-02-2017 03:49 PM
• يستذكر الأردنيون بكل فخر واعتزاز ذكرى تعريب الجيش العربي. عندما قام باني صروح الأردن وحكيم الأمة " الحسين ابن طلال " طيب الله ثراه بتنفيذ هاجسه الهام منذ بدايات تسلمه سلطاته الدستورية ألا وهو أن تكون قيادة الجيش الأردني الذي يحمل اسم "العربي" عروبية الهوية والمبدأ والنهج والهدف كما هو حال شعبه وقيادته كيف لا وهذا الجيش وريث الثورة العربية الكبرى وحامل لوائها ورسالتها العروبية. وفي الوقت المناسب اتخذ قراره الجريء والشجاع بطرد " كلوب وثلةً من رفاقه " وسلم قيادة الجيش للقادة الأشاوس من أبناء الوطن.
• وبإشراف مباشر ومتابعة حثيثة مستمرة استطاع الراحل الكبير الحسين ابن طلال رحمه الله أن يرقى بهذا الجيش المصطفوي إلى مصاف الجيوش المتقدمة. إعداداً وتدريباً وتنظيماً وتسليحاً حتى أصبح في مقدمة الجيوش العالمية انضباطاً وسلوكاً واعدادا وتجهيزا وتسليحا وتميزاً شهد له بذلك كافة قادة الجيوش العالمية من خلال مساهمتهم مع قوات حفظ السلام الدولية. حتى إن المتقاعدين منهم متميزون ببذلهم وعطائهم عند تسلمهم أية مهام أخرى.
• الجيش العربي له الفضل الكبير والمساهمة الفاعلة في كافة مناحي الحياة بناءً ونمواً وتقدماً وازدهاراً. فهو بالإضافة لكونه الدرع الواقي وحامي حمى الوطن. ساهم مساهمة فاعلة في التنمية البشرية والإستثمارية حيث تعتبر المؤسسة العسكرية والأمنية مؤسسة توظيف واستخدام لأبناء الوطن بالإضافة لكونها مؤسسة دفاع وأمن ولها الباع الطويل في نشر العلم والمعرفة من خلال مدارس الثقافة العسكرية المنتشرة في كافة المناطق النائية منذ عشرات السنين ولا تزال. وصقل شخصية ومهارات أبناء الوطن المنتمين إليها سواء بالخدمة الفعلية أو من خلال خدمة العلم والمعاهد العسكرية والمشاركة في كافة الأنشطة العلمية والثقافية والشبابية على مستوى أرجاء الوطن كما ساهم في إعداد وتدريب العديد من الجيوش العربية.
• وهاهم بواسل الجيش العربى الرابضون على الثغور والحدود كالاسود. يدا تحمل السلاح دفاعا عن حمى الوطن ويد تحنو على المشردين من العجزة والنساء والاطفال والشيوخ الذين لم يجدوا اى ملجأ او ملاذ يحتمون فيه سوى حمى آل هاشم الاطهار.
• أما على صعيد البطولات والتضحيات قدمت القوات المسلحة " الجيش العربي " قوافل الشهداء. دفاعاً عن ثرى فلسطين الغالية ومقاومة العصابات الصهيونية في معارك البطولة والشرف في عكا وحيفا ويافا واللطرون وباب الواد وأسوار القدس الشريف والسموع وجنين والجولان وغيرها الكثير.
• كما استطاع الجيش العربي الأبي أن يعيد الكرامة للأمة بعد نكسة/ 67 من خلال تصديه للقوات الصهيونية الغازية في معركة الكرامة الخالدة وسجل أروع وأسمى البطولات العسكرية عندما لقّن العدو الصهيوني درساً قاسياً في الأرواح والآليات والمعدات شهد له بذلك العدو قبل الصديق.
• وبدعم القيادة الحكيمة لهذا الجيش الأبي وصل إلى هذا المستوى الذي نباهى به العالم بأسره. وكانت أسعد لحظات حياة الحسين تلك الأوقات التي كان يقضيها مع رفاق السلاح في ميادين الرجولة والشرف. وها هو جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله يسير على نفس الدرب والنهج عندما يمضي معظم وقته مع رفاق السلاح يتفقد أحوالهم ويرعى شؤونهم عاملين ومتقاعدين ويوفر لهم الدعم في كافة المجالات العسكرية والمعيشية. لتبقى المؤسسة العسكرية والأمنية في أوج بذلها وعطائها رمزاً شامخاً نعتز به. وعند حسن ظن قيادتها وشعبها الأبي وهو من نشأ وتربى بينهم في مدارس وميادين الرجولة والشرف والكبرياء.
• هنيئاً للأردن والأردنيين جيشهم العربي الأبي وأجهزتهم الأمنية المتميزة ببذلها وحرفيتها وكفاءتها وعطائها ليبقى الأردن واحة أمن وأمان ضمن منطقة ملتهبة من حوله. وهنيئاً للقائد ثقة رفاق السلاح المستمدة من ثقة أبناء الشعب الأردني الوفي الذين يبادلون قيادتهم الحب بالحب والود بالود والوفاء بالوفاء والولاء المطلق. ليبقى الأردن الغالي قلعةً صامدةً آمناً مستقراً عصياً على كل المؤامرات والدسائس والأحقاد. موئلاً وملاذاً لمن لا موئل ولا ملاذ له من أحرار الأمة.