facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المحامية سيما كنانة : اغتصاب المرأة من قبل زوجها ( قضية للنقاش)

09-12-2006 02:00 AM

إن موضوع اغتصاب المرأة بعيد عن الإنسانية وأقرب الى الوحشية منها الى الحب والرحمة والود بين الزوجين لذلك فانه من يمارس هذا قسرا مع زوجته يفتقد الى فهم الامور على حقيقتها لان العلاقة بين الزوجين برايي هي عبارة عن علاقة ود عاطفية تتطور الى علاقة جنسية صحيحة ضمن اطار الاحترام المتبادل لمشاعر واحاسيس الطرف المقابل مهما كانت هذه الأحاسيس ويجب اخذ هذه الامور بعين الاعتبار واحترام الزوجات بشكل اكبر وتنزيه المراة عن كونها شهوة جنسية فقط لان المراة اسمى من هذه الامور بكثير ومن حقها اولا واخرا ان تمتنع عن ممارسة العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها لاسباب خاصة بها سواء ذكرت السبب او لم تذكره .
اما عن راي الدين فان هناك من يقول بان اغتصاب المراة من قبل زوجها حلال وليس ممنوعا ولا محرما استنادا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أيما امراة دعاها زوجها الى فراشه فأبت عليه ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ) ، فهناك فتاوى عديدة تحلل اغتصاب الرجل لزوجته ، استنادا الى ان الزوجة حلال لزوجها في كل الاوقات وله ان يجامعها في كل وقت سوى ايام الحيض والنفاس والصوم ، رضيت او لم ترض ، وتقول الكثير من الفتاوى بان هذا لا يعد اغتصابا وانما اخذ لحق مشروع ، ولا يجوز للمراة ان تمنع نفسها لغير ضرورة كالمرض مثلا .
ولكن ردا على كل هذه الآراء والفتاوى واقرارا لحق المراة كمخلوق كامل متكامل مستقل الشخصية ، تقرر ما يناسبها وتنفذ ما تراه ملائما لها فاننا نقول بان الإسلام ارقى من كل هذه التفاسير والعبارات المضللة له ، فان المراة في الاسلام ليست وعاء تفريغ جنسي ولها الحق في الامتناع متى شاءت .
تقدمت احدى الزوجات الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي له أن زوجها يضربها ، ثم يجامعها غصبا عنها وهي كارهة، ومكرهة على الاستجابة له ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "(يظل أحدكم يضرب امرأته ضرب العبيد ثم يعانقها ولا يستحي


والمقصود من قول الرسول الكريم أن على الرجل ان يكون رحيما بزوجته وان لا يتعمد اهانتها أو ضربها ، ثم يأتي بعد ذلك طالبا منها حقوقه الشرعية دون مراعاة لمشاعرها و احاسيسها وكانها الة يقضي منها وطره وقتما شاء دون اعتبار لحالتها المزاجية او شعورها بالتعب ، بل ويصل الأمر كما في حالة المرأة التي اشتكت للرسول من ان زوجها يضربها ثم لا يستحي مما فعل، ويطلب منها ان تتجاوب معه في علاقة عاطفية حميمة ، والتي من المفروض ان تستجوب مثل هذه العلاقة تبادل المشاعر الفياضة حتى لا تتحول إلى مصدر تعاسة للطرفين عندما لا تحدث الاستجابة العاطفية المطلوبة


ويقول مراقبو حقوق الإنسان أن سوء المعاملة الجسدية ومنها الجنسية للنساء من طرف أزواجهن أصبحت مشكلة منتشرة في كثير من البيوت في مجتمعات عديدة


وان من حق المرأة ان تمتنع عن ممارسة الاعتداء الجسدي او الجنسي عليها من قبل كل شخص سواء كان زوجها أو أباه أو أخاه أو غيرهم أقارب كانوا أم غرباء ، لان الاغتصاب والعنف الزوجي غير شرعيين ، والحكومة تطبق ذلك بشكل مقبول حيث تمنع القوانين الوضعية مثل هذه الظاهرة وتجرمها وتشمل العقوبات بالسجن الفعلي والذي يصل إلى 16 وحتى 20 عاما من السجن طبقا للمادة 345 من قانون العقوبات الإسرائيلي لسنة 1977 ، وتتدخل الشرطة والقضاء في حالات التجاوزات الأسرية غير أن النساء في المجتمع التقليدي نادرا ما يطلبن التسوية القضائية بل يعتمدن على الأسرة و أفراد المجموعة العرقية لحل مثل هذه النزاعا


وحسب إحصاءات عالمية فان نسبة انتشار الاغتصاب من الأزواج غير المبلغ عنها مرتفعة جدا وهذا يرجع الى مجتمعنا التقليدي والذي يحصر المرأة ويمنعها من حتى قول كلمة –لا- إن لم ترد شيئا وخاصة ما يمس شخصيتها وجسدها او حتى نفسيتها


وقد انتشرت ظاهرة ضرب الزوجات في مجتمعنا العربي لدرجة قيام بعض الزوجات برفع قضايا إلى المحاكم يتهمن بها أزواجهن باغتصابهن و إجبارهن على ممارسة الحياة الزوجية بعنف ، وكأن المرأة مخلوقة كجسد مهمته إمتاع الرجل الذي له الأمر والنهي، وله حق الرفض والقبول وله الحرية في أن يختار الأسلوب والتوقيت الذي يريده لتفريغ شهوته دون احترام لكرامة الزوجة الشريكة في الحياة

ومن ملفاتي كمحامية أطلعكم على قضية من عشرات القضايا التي رفعتها الزوجات ضد أزواجهن، فها هي ( ن.ن.) حاصلة على بكالوريوس تربية خاصة ومتزوجة منذ عشر سنوات تقول: " فوجئت بزوجي عندما عاد إلى المنزل في وقت متأخر من الليل ، وكنت قد استغرقت في النوم بعد يوم طويل من الجهد والعمل في المؤسسة التي اعمل فيها ، ثم في المنزل بعد عودتي من العمل، دخل زوجي الى غرفة النوم وأيقظني من النوم ليطلب مني أن أتواصل معه ، فقلت له انني متعبة وانني لا استطيع التجاوب معه وأنا في هذه الحال ، ولكنه أصر علي وان هذا حقه الشرعي وتحجج بحديث الرسول الكريم بان الملائكة سوف تلعنني حتى الصباح، وقال ان هذا حقه وسيحصل عليه متى شاء ، وفعلا أجبرني على الممارسة ولأنني كنت مرهقة ومتعبة لم أحس بأي رغبة ، ولم أتجاوب معه فقام من السرير وهو غاضب واخذ يشتمني ويسبني ويلعن اليوم الذي تزوجني فيه ، ثم قام بضربي على وجهي ضربا مبرحا حتى فقد أعصابه ، ولهذا فإنني أريد الطلاق منه ، خصوصا بعد أن تكررت هذه العملية عدة مرات متفرقة خلال حياتنا الزوجية "


طبعا ما فعل زوج ( ن.ن. ) ليس مبررا على الاطلاق، لان الاستعانة بالأحاديث النبوية لا يجب أن تكون على طريقة "ولا تقربوا الصلاة...." ، فإذا كان الزوج يعرف الحديث الخاص بلعن الزوجة التي تبيت وزوجها غير راض عنها ، فلماذا لا يتذكر الأحاديث الأخرى التي تحض الرجال على حسن معاملة الزوجة ، واتباع منهج اللطف والرقة مع الزوجة حتى تكون مستعدة لتقبل الموضوع نفسيا وجسديا


فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر الأزواج بأن يترفقوا بالزوجات بأن يكون بينهما رسول قبل المعاشرة مثل الكلمات اللطيفة


فبالرغم من أن ( ن.ن. ) حاولت السكوت والصبر تجاه عنف زوجها وتجاه تلذذه بأسلوب العنف والضرب والغصب وذلك للحفاظ على الحياة الزوجية بينهما وخاصة أن عندهما طفلان، إلا أنها في نهاية الأمر أصبحت تشعر بكره شديد لزوجها وممارساته فقررت أن تطلب الطلاق عبر القضاء.


ولا بد هنا من الذكر أن مجتمعنا العربي بحاجة إلى حملات توعية و تثقيف حول حق كل من الزوجين تجاه الآخر ، ومن الغريب أن مجتمعنا الذي يرفض مثل هذه السلوكيات الخاطئة لا يحاول تثقيف أفراده بالثقافة العلمية الصحيحة حتى لا تتزايد معدلات الأخطاء والانحراف ، فمعظم الزوجات والأزواج يدخلون الحياة الزوجية وهم جاهلون بأسس الحياة الزوجية السليمة ، وكل خبراتهم عن المعاشرة الزوجية جاءت من مصادر مشوشة أو ملوثة مثل الأصدقاء والتلفزيون والقنوات الفضائية الأوروبية والأفلام الخارجة التي تقدم نموذجا سيئا وغير واقعي للعلاقة بين الرجل والمرأة ، والحصول على الخبرة من هذه المصادر لا يمكن أن يؤدي في النهاية إلا إلى خطأ في الممارسة لأن العلاقة الزوجية أساسها الود والحب والتفاهم وليس الممارسة بأسلوب شهواني حيواني لا يقيم احتراما للعاطفة ولا للمشاعر .


والسؤال هنا " ألا يمكن أن تكون الزوجة هي المذنبة لأنها تمنع نفسها من زوجها مما يجعله يلجأ إلى العنف للحصول على المتعة ؟ " .


فأقول ان الحصول على المتعة لا يمكن أن يكون بالعنف ولا من خلال الضرب أو مشاعر الكره ، وربما أن الذي يدفع المرأة لرد الفعل هذا هو إهمال الزوج لزوجته وتحوله إلى شخصية جامدة بلا عواطف ، لا يحاول أن يتلطف مع زوجته ويركز كل اهتماماته على توفير المطالب الاقتصادية للمنزل وللأولاد دون توفير المطالب العاطفية للزوجة من خلال إشعارها بالحب وبقيمتها وأهميتها في حياة الرجل ، وفي بعض الأحيان يكون الملل من الروتين في الحياة الزوجية سببا يؤدي إلى نفور الزوج أو الزوجة من الممارسة السليمة وعدم توفر التكافؤ بينهما ، ومعظم الحالات التي تعاني مثل هذا النوع من المشاكل تحتاج إلى طبيب قبل أن تحتاج إلى قاض لينهي المسألة بالطلاق لأن هناك فرصة لعلاج بعض الحالات طبيا واستعادة الثقة بين الزوجين دون اللجوء إلى الطلاق .


ومن الواضح أن أغلبية النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب والعنف من قبل أزواجهن يفضلن حصر المشكلة داخل إطار غرفة النوم حتى لا يكشفن فشلهن أمام الناس ، و لذا يجب على الطرفين التحلي بالمرونة والتقدير للطرف الآخر ومراعاة ظروفه ومشاعره ، حتى يصل الزوجان إلى بر الأمان .

و أخيرا أكرر أن أهم ما في الحياة الزوجية هو المودة والتراحم مصداقا لقوله تعالى في سورة الروم: " و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " صدق الله العظيم

ومن بعد المودة والرحمة تكون هناك المعاشرة بالمعروف مصداقا لقوله تعالى في سورة النساء:
" وعاشروهن بالمعروف " صدق الله العظيم .






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :