كل الاحترام للشجاعة الوطنية التي حملها معه رئيس مجلس النواب الى طهران، في احتفالاتها السنوية بيوم القدس، فقد تحدث الرجل عن دولتين على ارض فلسطين وعن وجوب توحد الفلسطينيين في نضالهم من أجل دولة على أرض فلسطين عاصمتها القدس الشرقية وتحدث بوضوح عن الرعاية الاردنية للأماكن المقدسة داخل الأسوار، ولم يجد من الولي الفقيه ودولة الاسلام الاثني عشرية، والحرس الثوري وقوة المقاومة والممانعة الا كل تأييد.
وتحدث الرجل عن حل وطني عراقي يعيد للعراق وجهه العربي، وعن حل سياسي في سوريا يمنع تجزئتها وتقسيمها الى كانتونات طائفية، فأيدت منصات طهران هذه الدعوة العربية رغم كل ما كان يحدث، وما يحدث الآن .
ودعا رئيس مجلس النواب في كلمته الواضحة، الى مصالحة يمنية تضم كل المحاربين، وتنهي هذا الصراع الذي خرج عن حدود التاريخ والجغرافيا، وقبلت منصة طهران هذا الموقف، وأيدته.
- ماذا حدث؟
- هل غيّرت طهران من شعاراتها: الموت لأميركا والموت لاسرائيل؟ هل تجاوزت مقدسات الشيعة الاثني عشرية وولايتها عليها؟
ليس من السهل الاجابة على ما يحدث، فالتقارب بين السعودية وحكومة العبادي، والتجربة مرة اخرى باعادة السفير والسفارة السعودية الى بغداد، وتهديد البرزاني باعلان استقلال كردستان اذا عاد المالكي الى رئاسة الوزراء هي حقائق على الأرض، لا يمكن فهمها على مساقها التاريخي المعروف بالتقيّة .
نقبل كل الاحتمالات، ولكننا لا ننسى احترامنا الوطني لرحلة رئيس مجلس النواب وصحبه الى طهران، فنحن في الاردن نطرح قضايا الأمة العربية بغضّ النظر عن تحركات القوى الاقليمية والدولية، ومطامعها، وبهلوانياتها، واذا كان لهذه الأمة ان تستعيد قواها الذاتية في أي وقت، فإن هذه القوى قادرة على التعامل مع القوى الاقليمية والدولية بما تحمله من حقائق التاريخ والجغرافيا، فنحن لنا حصة كبيرة من هزيمة أكبر قوتين في التاريخ القديم: امبراطوريتا فارس والروم، ولنا دولة العرب الامويين، ودولة العباسيين .
الرأي