هل سيذهب العرب الى واشنطن؟
ماهر ابو طير
28-02-2017 12:28 AM
تتسرب معلومات دبلوماسية، عن اتصالات مبكرة تجري بين عواصم عربية، من اجل تشكيل وفد عربي، على مستوى عدد من الزعماء، لعقد قمة عربية اميركية في واشنطن، خلال الفترة المقبلة.
واذا صحت هذه المعلومات، وقبلت عواصم عربية ان تشارك في هذا المسعى، عبر عقد هذه القمة، يكون العرب، امام اعتراف كبير، انهم يواجهون مأزقا مع الادارة الاميركية، يستلزم حشد عدد من الزعماء، لطرح قضايا المنطقة، التي ابرزها العلاقة مع ايران، ملف الارهاب، الملف السوري، والقضية الفلسطينية آخرا، ثم امام ما تمثله واشنطن، من رغبات اسرائيلية في المنطقة.
ما الذي يريده العرب من الرئاسة الاميركية الجديدة، اذاتم التوافق على القمة؟!.
الارجح ان هكذا قمة، تريد اولا تخفيف حدة الرئيس الاميركي تجاه المنطقة، وسوء الفهم الذي تأسس تجاه العرب والمسلمين، على خلفيات متعددة، اضافة الى ما يتعلق بغموض سياسة الرئيس الاميركي تجاه عموم المنطقة ودولها، وعدم وضوح اجندته بشكل نهائي.
هذه مهمة اساسية، لكن فتح البوابة لقمة عربية اميركية في واشنطن، يريد الوصول بعد ذلك الى تسويات وتفاهمات مع الاميركان، ازاء مختلف القضايا، واذا كان العرب يعتبرون على بعض المستويات، ان ادارة باراك اوباما السابقة، كانت حيادية وغير مبالية، فأنهم يعتبرون هذه الادارة غامضة، وعدائية تجاه هذه المنطقة، وانها قد تفرض تسويات من نوع صعب، على مختلف الجبهات؛ ما يوجب ان يظهر العرب بصورة موحدة، على اهم الجبهات، والمفارقة اننا بمقاييس اليوم، نلمس ترحما عربيا على سلبية اوباما، مقابل اندفاع الرئيس الجديد.
لا يمكن فصل هذه الاتصالات الجارية حاليا، عن عدم الرضا العربي، عن الاستفراد الكامل للروس، ازاء بعض الملفات، فهذا الاستفراد يعني في الظلال، مساحة اضافية لايران حصرا، ولا يمكن التخفيف من نفوذ ايران، بدون ايجاد حل بخصوص التوسع الروسي في المنطقة.
لكن السؤال الاهم يتعلق بالذي سيفعله الاميركيون في حال الاتصال بهم، لترتيب مثل هذه القمة في احد شهري نيسان او ايار، واذا ما كانت الادارة الحالية معنية بهكذا قمة، من حيث المبدأ، ام انها معنية بتفكيك بنية الموقف، عبر حوارات ثنائية مباشرة، مع دول عربية، تعيد خلط الاوراق، مع تلك المعلومات التي تؤكد ان واشنطن غير راضية على بعض الدول العربية، وتمارس البرود الدبلوماسي، حتى يومنا هذا، .
واشنطن قد ترى هنا، ان بعض الدول المتشككة بخصوص الموقف الاميركي منها، ستحاول الدخول عبر مظلة وفد عربي، من اجل اعادة انعاش العلاقات، وتغيير المعادلات القائمة حاليا، وهي محاولة قد تمررها واشنطن، وقد تصدها، لكن المؤكد في كل الاحوال، ان شهور الربيع من هذا العام، ستشهد تحولات كبيرة في المنطقة، والمساعي للتحكم فيها، باتت في اوجها، مع المخاوف مما هو مقبل وآت.
الدستور