عندما قالت رايس لبوش:أغلق فمك .. !
عودة عودة
26-02-2017 04:09 PM
وعدنا الرئيس الأميركي جورج بوش(لصغير) اصدار كتاب له بعد انتهاء ولايته بعد (20/1/2009) والتي استمرت ثماني سنوات مليئة بالأحداث الساخنة والدامية والمضحكة احيانا في المنطقة العربية، وبالتحديد في العراق وفلسطين ولبنان ولكنه لم يفي بوعده حتى كتابتي هذه السطور..!
لا بأس في ذلك، فقد سبق الرئيس بوش في هذه التجربة الجديدة رؤساء أميركيون سابقون: ريتشارد نيكسون، وجيمي كارتر وبل كلينتون...
الرئيس نيكسون، دعا في كتابه ''نصر بلا حرب'' إسرائيل (الى التفاوض على السلام مع العرب الآن وهي أقوى من خصومها) و(أن أميركا لا تستطيع أن تواصل الدفع لمليوني إسرائيلي أكثر من ربع ما تخصصه لثلاثة بلايين نسمة في العالم الثالث). ويرى نيكسون في كتابه (إنه وعلى الرغم أن العرب والإسرائيليين قد تقاتلوا في خمسة حروب، فقد حفظت أميركا ''بقاء'' إسرائيل) مضيفاً: (لسنا حلفاء ''رسميين'' لإسرائيل، وما يربطنا أقوى من قصاصة ورق).
ودعا نيكسون: (إلى تخلي الولايات المتحدة عن التدخل المباشر في مختلف المشكلات الدولية وعن دور الشرطي للإمبريالية العالمية)، مضيفاً: (إن فشلنا في قيادة العالم الحر، فلن يكون هناك عالم حر لنقوده)، مطلقاً على الخليج (شريان البترول للغرب)، ويرى انه بعد سقوط الشاه (فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة، التي يمكنها حماية المصالح الغربية في الخليج)، مؤكداً نيكسون (أنه الذي انشأ قوة الانتشار السريع واعتماد مئات الدولارات لها)، كما (تنبأ بغياب الاتحاد السوفييتي واعتبره آخر الامبراطوريات متعددة القوميات في التاريخ)، معتبراً (اليابان الديمقراطية أعظم انجاز أميركي)، ويؤكد (على خلود أميركا وشبابها دائم ومتواصل إذا احسنت اختيار قادتها!
أما كتاب الرئيس الأسبق كارتر: ''فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري''، فقد شبه إسرائيل بالنظام العنصري في جنوب أفريقيا، وما تمارسه من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين تحت الاحتلال، وفعلاً لا يوجد في الحكومة الإسرائيلية وزير عربي واحد، ولو حتى سفير واحد من أصل عربي، على الرغم من أن العرب يمثلون أكثر من ربع سكان إسرائيل)، مضيفاً: (إن القمع البشع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونظام الأذونات الصارم للتنصل والفصل الشديد بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة الغربية)، وفي كثير من الحالات (يتعرض الفلسطينيون لقمع أبشع من ذلك، الذي كان يتعرض له السود في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري)؟!.
أما كتاب ''حياتي'' للرئيس السابق بل كلينتون، المعارض لحرب فيتنام، فقد تحدث كثيراً عن المفاوضات بين العرب وإسرائيل ودور الولايات المتحدة فيها ويذكر بالتفصيل ''موقفاً مهماً''، حدث في البيت الأبيض عندما ظهرت ''مشكلة'' بين عرفات ورابين، تتعلق بالسيطرة على أحد الطرق، فقد اخذتهما الى غرفة الطعام الخاصة بي، وبدأت اتحدث لرابين قائلاً له: ''إنه يريد أن يكون جاراً جيداً''، وأكمل عرفات: ''إننا أكثر من جيران، اننا أحفاد النبي إبراهيم''!!، ويضيف كلينتون خرجت وتركتهما وحدهما وخلال عشرين دقيقة توصلا إلى اتفاق؟!.
وحول علاقاته النسائية، قال كلينتون : ''إن علاقتي مع لوينسكي، سببت لي إذلالاً غير متصور في الحياة العامة وفي حياتي الأسريّة، إلاّ أنه أكد أنه يشعر بالتحرر الآن!''.
وعودة إلى الرئيس جورج بوش "الصغير"، الذي وعدنا دخول ''نادي الرؤساء الأميركيين الكتّاب'' فللرجل مادة خصبة للكتابة ويكشف المستور في حياته الخاصة وجولاته المكوكية في الشرق الأوسط، وعلى الأخص زياراته الأخيرة للمنطقة العربية وبالتحديد إلى" فلسطين التاريخية"، وعلى مدار ثلاثة أيام وفي قلب القدس، حيث كان يخلد للنوم في فندق الملك داود المشرف على القدس القديمة ذات الأكثرية العربيّة، وما دار في الكواليس بينه وبين الرئيس عباس وأولمرت وانطباعاته عن زياراته للحج والتبرك في بيت لحم وطبريا، وعلاقة ذلك بقيام دولتين أو دولة واحدة يعيش فيها العرب واليهود معاً، كما كانوا عام 1947.
كم نتمنى من الرئيس بوش الصغير التحدث عن سر خلو شوارع رام الله من الناس أثناء ذهابه للقاء عباس في ''المقاطعة''، أثناء زيارته..، واظلام الإسرائيليين لغزة بعد هذه الزيارة، وأشياء أخرى، من طراز ما قالته الدكتورة رايس له عندما زاد في الاطراء لأولمرت: ''اغلق فمك>>"