الرئيس الذهبي .. الله معك ..
06-11-2008 02:00 AM
تمثل زيارة الرئيس الذهبي لدولة قطر واحدة من أهم الخطوات التي كان يُنتظر أن يقوم بها الذهبي، خاصة وأنه ممن احتفظوا بعلاقات أكثر من جيدة مع الأشقاء القطريين، على الرغم من الفتور الذي ساد العلاقات بين البلدين منذ سنتين ونيف، وسبق أن قام بزيارات عمل لقطر إبان تقلده لمنصب رئيس مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.. العلاقات الأردنية القطرية في طريقها إلى انفراج سريع، وسوف تجد الدولتان أنهما ستقطفان ثمرة عودة هذه العلاقات إلى سابق عهدها التاريخي، بل ستشهد زخماً أكبر، وبعداً أكثر عمقاً بما يخدم المصالح المشتركة، ويخدم الشعبين الشقيقين اللذيْن لم يتأثرا كثيراً طيلة فترة الركود بين البلدين.. وإن خسر الطرفان تنسيقاً مهماً على الصعيد الدولي والإقليمي كان يمكن أن يخدم البلدين ويعزز من مكانتهما الدولية والإقليمية..
وعلى الرغم من كل ما كان يقال بأن الأردنيين العاملين في قطر كانوا يواجهون مضايقات، فإنني وأنا عائد منذ شهر ونيف فقط من قطر الشقيقة بعد أربع سنوات ونصف أمضيتها هناك، أشهد بأنني لم أشعر بأي مضايقات من أي جهة كانت، لا بل عشت تلك الفترة وكأنني في بلدي الأول تماماً ولا أبالغ.. وكنت خلالها ناشطاً ومشاركاً في مختلف الفعاليات الثقافية والفكرية والإعلامية التي كانت تقام في الدوحة.. قطر تشهد منذ فترة تحولات إيجابية كبيرة على مختلف الأصعدة، وبخاصة الاقتصادية والإعلامية والثقافية والتعليمية، وقد أصبحت الدوحة مركزاً مالياً مرموقاً، ومحجاً فكرياً وثقافياً وإعلامياً وتعليمياً، وما من أسبوع يمر دون أن تشهد ملتقىً أو مؤتمراً دولياً أو إقليمياً تشارك فيه شخصيات عالمية رفيعة المستوى..
إننا نشد على أيدي المسؤولين من كلا الطرفين، بأن يسعوا حثيثاًَ إلى رفع مستوى العلاقات الثنائية، والتنسيق التام بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تخدم مصالح البلدين والوطن العربي قاطبة، خصوصاً وأن عمان والدوحة متقاربتان في سياساتهما الخارجية، وفي تطلعاتهما ومواقفهما السياسية وفي علاقاتهما الاستراتيجية مع القوى العظمى، وهي مواقف وعلاقات يمكن استثمارها كثيراً على أكثر من محور بما يخدم المصلحة المشتركة ويدعم الموقف العربي إزاء القضايا المصيرية التي كانت ولا تزال تتأرحج مكانها دون أن تشهد تقدماً حقيقياً ملموساً على أي صعيد..!!
نقول للرئيس الذهبي الله معك، ولتدفع بقوة وإصرار نحو إعادة العلاقات الأردنية القطرية لتعود أقوى مما كانت، ولتتوج هذه الزيارات بعد ذلك بلقاء الزعيمين الكبيرين لطي صفحة الماضي، ولا نقول بدء صفحة جديدة، وإنما استئناف الصفحات المشرقة التي اتسمت بها العلاقات الثنائية عبر التاريخ، وكانت الأنصع في عهد الزعيمين الشابين