عمون - ترجمة - نشرت مدونة "lawfare" الأمريكية مقالاً للكاتب ديفيد شينكر يرى فيه ان على الولايات المتحدة ان تقوم بدور اكبر لحماية الأردن وان على الإدارة الأمريكية الجديدة الإبقاء على استقرار الأردن و يجب ان يكون اولوية لها.
ويقول في مقاله بأن الفوضى اجتاحت منطقة الشرق الأوسط, الأنظمة التي بقيت في السلطة طويلاً اطيح بها, والبعض قتل الألاف والملايين ليحافظ على سلطته, القوات الإيرانية انتشرت في مناطق متعددة في الشرق الأوسط,مما وسع الطائفية مما حفز ظهور المنظمات الجهادية السنية..في ذات الوقت مصر والسعودية الحلفاء الأقدم للولايات المتحدة يواجهان مشكلات إقتصادية.
ويضيف انه و على الرغم من ما سبق المملكة الأردنية بقيت واحة استقرار نسبياً في المنطقة,لكن وعلى الرغم من تباثها الا ان المملكة ليست منيعة عن الشغب. فالأردن اليوم يواجه تحديات امنية واقتصادية كبيرة تتفاقم مع وصول ما يزيد عن مليون لاجئ سوري الى اراضيه, استطاعت المملكة ان تتعامل بشكل جيد مع المصاعب حتى الأن . لكن من الخطأ الإعتقاد ان استقرار الأردن امر مضمون.
الإبقاء على استقرار الأردن يجب ان يكون اولوية بالنسبة لصناع القرار في الولايات المتحدة, ليس فقط لأن الأردن وقع اتفاقية سلام مع اسرائيل ,بل لأن الأردن يحمل الفكر المحارب للتطرف الديني, ويلعب دوراً في نشر الإسلام السمح, والوسطية في المنطقة.
بالإضافة الى ذلك يعد الأردن من اهم الدول في محاربة دولة الخلافة الإسلامية داعش ,وعلى ارضه تقع القاعدة الجوية الأمريكية التي تشن الغارات على داعش, واثناء دحض عناصر الدولة الإسلامية فإن قدرة التحمل للملكة -التي تعد احدى الدول الحليفة القليلة الباقية للغرب في المنطقة- في مرحلة صعبة جداً.
ويرى الكاتب ان خسارة حليف مهم مثل الأردن سيعد تراجعاً كبيراً للولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة, حماية الأردن وتحصينها من امتداد الأحداث السورية يجب ان يكون اولوية لإدارة ترامب في ما يخص سياسة الشرق الأوسط.
منذ ان حصل الأردن على استقلاليته في عام 1946, كان المراقبون يتوقعون بإنهيار وشيك للدولة. المحرك الأساسي لزعزعة الإستقرار انبثقت من الإنقسامات الحاصلة بين الأردنيين من اصول اردنية اصلية (الضفة الشرقية) وبين السكان القادمين من فلسطين (الضفة الغربية). اما في الأونة الأخيرة فرد فعل عنيف ظهر لمواجهة الفساد من المسؤولين في الدولة والإحباط الإقتصادي مما ادى الى حشد شرائح من المجتمع ضد القصر. في السنوات الأخيرة نتائج الثورة السورية ووصول ما يزيد عن مليون لاجئ سوري بحسب الحكومة الأردنية كان بمثابة اختبار تحمل للمملكة.
الحرب في سوريا اثرث بشكل عميق على الأردن, بحسب الحكومة الأردنية ,اذ يمثل السوريون ما نسبته 13,28 % من التعداد السكاني ,فبالإضافة الى المشاكل الإجتماعي الواردة من هذا الزخم في اللاجئين الى المملكة, فقد اثر الوجود السوري بشكل كبير على الإقتصاد والعجر في الميزانية, وايضاً فالأيدولوجية الإسلامية المتشددة القادمة من الجانب السوري- ليس بالضرورة من اللاجئين- تنساب الى الأردن ,والتحديات الإرهابية اصبحت تتفاقم على المملكة.
الإقتصاد الأردني لم يكن يوماً قوياً, في الحقيقة فقد كان يعاني من العجز طوال ما يزيد عن نصف قرن, وفي ظل الربيع العربي فقد واجه الإقتصاد الأردني عدداً من المحن, فبعد الثورة المصرية الإضطرابات التي حصلت على خط الغاز المصري المار من سيناء خلقت فجوى اضطر الأردن ان يشتري النفط الخام مما جعل العجز يزداد بمبلغ 3 بلايين دولار, وايضاً ما خلفه الربيع من اغلاقات في الحدود مع كل من سوريا والعراق اثر بشكل كبير وملموس على الإقتصاد الاردني, وخلقت نوعاً من الخوف لدى السياح الذين اصبحوا يترددون في زيارة الأردن نظراً للمخاوف من الدول المجاورة.
لكن على الرغم من هذه الصعوبات الا ان الأردن استطاعت ان تبقى متزنة, وبشكل جيد, مقارنة مع العديد من الدول المجاورة لها..لكن هل يستطيع الأردن البقاء على هذه الوتيرة.
يواجه الأردن اليوم عدداً من التحديات يمكن تصنيفها بثلاث تحديات رئيسية , تمثل كل واحدة منها مشكلة لـ عمان , ومعاً ,ان تركت بدون علاج فسوف تتحول هذه التحديات الى "العاصفة المثالية". وهذه التحديات هي: الأمن ,واللاجئين, والإقتصاد والبطالة.
ولمواجهة هذه التحديات التي تمثل خطراً على المملكة يجب تنفيذ التوصيات التالية بحسب شينكر:
يعد الأردن اكثر حليف معتمد للولايات المتحدة, ويلعب دوراً مهماً في حرب امريكا ضد داعش ,والعلاقة الأردنية الأمريكية في المجال العسكري تعد قوية ومتينة, يجب على ادارة ترامب ان تمنح الأردن المزيد من الأسلحة المتطورة, كما ان عليها ان تمدها بأجهزة مراقبة حديثة مما سيساعد الأردن على حماية حدوده من المخاطر المتربصة به. ويجب ايضاً ايلاء اهتمام بحوادث مقتل الجنود الأمريكان في الأردن ومحاولة وضع حد لهذا الموضوع, كما ان على الإداراة الأمريكية ان تساهم بشكل فعال وان تدعم الأردن في مشاريعه ومباداراته لدحض الأفكار الإرهابية التي تعد من اهم المخاطر التي يواجهها امنياً اليوم.
ويجب زيادة الأمن على الحدود وعلى الولايات المتحدة ان تساعد الأردن في تحصيل مناطق عازلة في الجانب السوري, ويجب تشجيع الأردن واسرائيل على تحسين العلاقة بينهما ,والتعاون العسكري والإستخباراتي. ويجب على الولايات المتحدة ان تقدم الدعم السياسي للأردن كونه حليفاً مهماً , وعلى ترامب ان يأخذ بباله فكرة القيام بزيارة مبكرة لعمان.
ومن الجانب الإقتصادي يجب على امريكا ان تدعم الأردن لخلق فرص عمل جديدة للأردنيين و ان تساهم في تشجيع مشاركة المرأة في الحياة العملية في الأردن.
وفي موضوع اللاجئين يجب على الولايات المتحدة ان تزيد دعمها للأردن رغم انها تقدم 800 مليون دولار سنوياً الا ان هذا يعد غير كافي للملكة لمواجهة هذه المحنة.