الأردن بين كماشة الاقتصاد والسياسة ليكون الوطن البديلد. عبد الحي زلوم
22-02-2017 12:45 PM
“ليس هناك أكثر عمى من أولئك الذين لا يريدون أن يبصروا “ بعدما خرج بنيامين نتنياهو كالطاووس من اجتماعه مع الرئيس الامريكي ترامب في 15/2/2017 قال وزير التعليم الاسرائيلي وزعيم حزب “البيت اليهودي:” إن علم فلسطين اُنزل اليوم ، وتم استبداله بعلم اسرائيل . للفلسطينيين دولتين ، الاولى في غزّة والثانية في الاردن ولا داعي لدولة ثالثة.” إن نظرة الى خريطة اسرائيل الكبرى كما جاءت في خطة 1982 يتبين أنها هي نفس خارطة حلف الصهاينة الأمريكان واليهود والعرب. قال نتنياهو في البيت الأبيض جهاراً نهاراً أن دول ( السُنه) العرب هم حلفاء إسرائيل ولم يصدر أي استنكار من أحد! إن تطابق خريطة اسرائيل الكبرى بالحلف المقترح الجديد ليس عفوياً كما ان الضغط الاقتصادي والسياسي على الاردن من الاشقاء الالداء قبل الاعداء ليس أمراً عفوياً . حوصر الاردن اقتصادياً عبر اغلاق حدوده مع العراق الشريك الاقتصادي الاكبر ، ومع الشمال – سوريا – ممره الى لبنان والعالم ، وتم تقنين المساعدات عنه وأثقلوا الشعب بالضرائب فوق طاقته ليخلقوا شرخاً بين الشعب ونظامه وليبقى اقتصاده على شفير الهاوية متى ارادوا له ذلك .. فهل الانتظار الى ان يقع (الفاس بالراس ) أو المبادرة بإحباط تلك المؤامرات والتي قد تكون مكلفة ولكنها أقل كلفة من الانتظار حتى الانتحار البطيء . سَيُذكر من ساهم او قبل في ديمومة الاحتلال لثالث الحرمين الشريفين والارض التي بارك الله حولها بلعنة من الله ورسوله والشعوب والتاريخ وسوف يُذكرون أنهم اُكلوا يوم اُكلت فلسطين – تماماً كما اصابت اللعنة أبو عبد الله محمد الثاني عشر آخر حكام المسلمين في الاندلس حين قالت له امه عائشة حين بكى وهو ينظر لأخر مرةً على مُلكه الضائع :” أبكي كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال . حلفاء الامبراطورية الجديدة اليوم لن يكونوا أكثر حظاً من حلفاء الأمس، فاليوم ينتظر حلفاء الامبراطورية الجديدة العرب خريطة طريق لتكون نواة لدولة إسرائيل الكبرى . ليس للأباطرة أصدقاء ولا صداقات. مات ماركوس في منفاه، وضاقت الأرض بما رحبت لقبرٍ يـُوارى به جثمان شاه إيران. ثم أين هو سوهارتو؟ وأمـّا مانويل نورييغا فلقد بدأ حياته مخبراً ثم عميلاً من الدرجة الممتازة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية حيث أوصلته إلى حكم جمهورية بنما. ثم أصبح السجين رقم 41586 في أحد سجون ميامي الفيدرالية بولاية فلوريدا. وهذا ما لا نتمناه لأي عربي أو مسلم . روسيا في ايام يلتسن كانت شبه مستعمرةً امريكية تمّ نهب ثرواتها العامة التي كونها الشعب خلال 70 سنة فأستولى عليها عشرةٌ من المليارديرات واغلبهم من اليهود والذين تواطئوا مع اباطرة النظام المالي العالمي من بني جنسهم بحيث استحوذ هؤلاء العشرة على نصف الاقتصاد الروسي لدرجة ان عجزت الدولة عن دفع رواتب الجنود والمتقاعدين على تفاهة مبالغهما . وجدت روسيا أن الخروج من عباءة الغرب هي طريق السلامة ووجدت معها دول البريكس الامر نفسه وهي تحاول الانعتاق من ذلك النظام الناهب لثروات العالم والذي يمارس اقذر ممارسات ارهاب الدولة تحت غطاء اقدس الشعارات . كما تخرج الصين اليوم ايضاً من عباءة ذلك النظام الظالم . وبدأت بعمل المؤسسات البديلة لأمثال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي … الخ مما يثير حافظة الدولة العميقة في الولايات المتحدة التي ترى في هذه الحركات تناقضاً مع طيف هيمنتها الكامل العالمي . خرجت لبنان عن نظام الغرب وذلك باتحاد سُنيّها وشيعيها ومسيحيها ودروزها في بوتقة ديمقراطية ليست مثالية وامتلكت ارادتها حتى ضد كلب الحراسة الامريكي ( الكيان الاسرائيلي). ولنقرأ ما قال رئيس لبنان على عدوانية رسالة الكيان الاسرائيلي في 18/2/2017 والذي لا يستطيع رؤساء دول اضعاف حجم لبنان أن يقول مثله وجاء فيه : ” الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تمارس سياستها العدوانية ضد بلدنا من دون رادع، قد ولى إلى غير رجعة، وأي محاولة إسرائيلية للنيل من السيادة اللبنانية أو تعريض اللبنانيين للخطر ستجد الرد المناسب” إن مثل هذا التلاحم بين الحاكم والمحكوم في الاردن سيمكنه من افشال مشروع الوطن البديل وإن الخروج من عباءة الهيمنة والاستعمار القديم والجديد في عولمته وادواته مثل صندوق النقد الدولي الذي يوصي دوماً بوصايا تزيد الشعب فقراً لتزيد الهوة بين الحاكم والمحكوم ليتمكن الغرب وكلب حراسته لإبقاء الدولة ضعيفة وعلى حافة الافلاس لتفقد سيادتها الاقتصادية والسياسية . إن ذلك هو الانتحار البطيء ولعل تغيير المسار قد يصاحبه كلفة الا ان البقاء على نفس الطريق ستكون كلفته اعلى وعلى الشعب أن يتعلم أن الغوغائية كما في الربيع العربي قد تغير رئيساً أو رأس دولة لكنها لا تغير النظام . وعلى رأس الأنظمة أن يعلموا أنهم سيكونون كبش الفداء واذا لم تصدقوني فاسألوا حسني مبارك أو شاه إيران أو سوهارتو. . وعلى الشعب في الاردن من شرق النهر أو غربه أو شمال القطر أو جنوبه أن لا يمس بالوحدة الوطنية وأن حبل نجاة الحاكم والمحكوم هو في وحدتهم لإفشال مشروع الوطن البديل.
مستشار ومؤلف وباحث. |
الدكتور المحترم
هل تظن ان المواطن فاهم شو الي عّم بيصير لا أظن ذلك
دكتور عبد الحي زلوم من ارقى الكتاب ..تحياتي
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة