رد سوري موجع .. والحبل على الجرار ..
سلامه العكور
05-11-2008 02:00 AM
الغارة الأمريكية على "البوكمال" السورية وقتل وجرح عشرات المدنيين العزل بينهم شيوخ وأطفال ونساء، عمل همجي إرهابي بامتياز، ويعتبر انتهاكا سافرا للقوانين الدولية ولحقوق الإنسان، كما يعتبر خروجا على مبدأ حسن الجوار.
وهذا العمل على وضاعته لم يفاجئ مواطنا واحدا في العالم، حيث أن إدارة الرئيس بوش دأبت منذ بداية عهدها على ممارسة الإرهاب وتصديره، وعلى غزو دول مسالمة تبعد عنها آلاف الأميال بذرائع زائفة، متحدية بذلك القوانين والمواثيق الدولية ومجلس الأمن الدولي وحتى الدول الحليفة والصديقة لها، وذلك تنفيذا لأطماعها الإمبراطورية الاستعمارية في طول المعمورة وعرضها، وإخضاعا لدول وشعوب العالم لإرادتها الاستعمارية القذرة.
فأضحت دولة مارقة كربيبتها إسرائيل التي نشأت على الإرهاب واحتلال أراضي الغير بالقوة الباغية.
لكن هذا العدوان الهمجي الإرهابي على منطقة "البوكمال" السورية، قد يكلف الولايات المتحدة الأمريكية غاليا. حيث هددت دمشق باتخاذ إجراءات والقيام بأعمال توجع واشنطن وتجعلها تندم على فعلها الذميم ضد مواطنين عزل.
وقد نفذت سوريا أولى إجراءاتها فعلا بسحب بعض قواتها من الحدود مع العراق، وأصدرت أمرها بإغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأمريكي في دمشق، والحبل على الجرار...
إن سحب قوات سوريا من المناطق الحدودية مع العراق من شأنه خلق متاعب موجعة لقوات الاحتلال الأمريكية، وللحكومة العراقية في آن واحد. حيث من شأن هذا الإجراء تسهيل مهمة المقاتلين الراغبين من العرب وغيرهم بالتسلل عبر الحدود السورية إلى العراق والإسهام بعمليات المقاومة العراقية، التي أنهكت قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية وغيرها، وكبدتها خسائر مؤلمة في الأرواح والمعدات، واستنزفت اقتصادها المنهار....
وحسب المحللين والخبراء الأمريكيين أنفسهم، فقد ألحقت المقاومة العراقية بالقوات الأمريكية وبإدارة بوش هزيمة عسكرية وسياسية وأخلاقية، مما أثار غضب وسخط الشعب الأمريكي ومختلف شعوب العالم ضد هذه الإدارة الحمقاء الإرهابية المتمثلة بذئاب المحافظين الجدد المتصهينين....
إن الغارة الأمريكية الوحشية على المدنيين العزل في "البوكمال" السورية قد أظهرت للملأ مرة أخرى أن إدارة بوش معادية للأمة العربية والإسلامية وان حرب المحافظين الجدد المتصهينين في البيت الأبيض وفي البنتاغون هي حرب صليبية نطق بها بوش نفسه عند توليه لولايته الأولى وقيل إنها "زلة لسان"....
نعرف أن سياسة سوريا ودور سوريا في المنطقة، أي سياسة الممانعة ودعم المقاومة اللبنانية التي ألحقت هزيمة نكراء بإسرائيل في صيف العام "2006" ودعم المقاومة الفلسطينية التي تربك إسرائيل، وقبل ذلك دعم المقاومة العراقية التي ألحقت بقوات الاحتلال هزيمة موجعة، إن هذه السياسة السورية قد أسهمت إلى حد كبير في إسقاط المشروع الأمريكي الاستعماري "الشرق الأوسط الجديد" مما صعد عداء إدارة بوش لسوريا الشقيقة، وجعلها تتهدد وتتوعد وتفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضدها...
وهنا يجب الإشارة إلى أن إدارة بوش استخدمت في تعاطيها مع سوريا التلويح بالعصا الغليظة حينا وبالجزرة حينا آخر لعلها تكسبها إلى صفها وتساندها في بسط هيمنتها على العراق وعلى المنطقة...
لكنها لم تفلح، فراحت تشن العدوان على أراضيها لعلها تذعن لإرادتها، ولكن سوريا التي لم تذعن لإرادة الإدارة الأمريكية في أول عهدها وهي في عز وذروة جبروتها وطغيانها، فإنها بطبيعة الحال لن تذعن لإرادتها وقد أصبحت نهبا للهزائم في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان، ونهبا للأعاصير المالية والاقتصادية حتى راحت تحاول فرض اتفاقية أمنية مع حكومة العراق تحفظ لها ماء الوجه أمام الشعب الأمريكي ولغرض انتخابي مؤقت وعابر...
إن سوريا الشقيقة قد تعرضت لعدوان همجي أمريكي وقبل ذلك تعرضت لعدوان إسرائيلي، ولا نخالها تسكت...
بل إنها سترد في الوقت الملائم والظروف المناسبة...
وعلى جميع القوى العربية الشقيقة مناصرتها والوقوف معها في خندق الممانعة لكسر شوكة هذه الدولة الاستعمارية المتجبرة التي يقودها حاليا محافظون متصهينون...
ولا ندري إذا كانت القيادة الجديدة بعد أيام ستضع نهاية لهكذا سياسة عدوانية ضد امتنا أم لا....