لجلالة الملك أجندته في التحضير لقمة آذار، ولذلك فمن الصعب متابعة تحركه اليومي، فقد كان بالأمس في القاهرة، وقد يبدأ هذا الأسبوع بالاعداد لاستقبال اليمنيين الذين رغبوا في وقف المذابح في عمان، واستقبال القيادات العراقية، فالعراقيون هم الأكثر حماساً لاعادة الوحدة الى صفوفهم، ومن خلال قمة البحر الميت.
لقد رغب جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز ان يستبق قمة البحر الميت بزيارة رسمية للأردن، ليعلن تقديره للأردن، وللملك الذي يتجاوز كل تقاليد القمم العربية، ويقدم لأمته ولهذه المنطقة معنى ان نكون معاً.
كان جلالته في حركته بين موسكو ولندن وواشنطن يريد أن تكون زيارته الرسمية لواشنطن قبل قمة البحر الميت، لحسابات اقليمية معينة، لكنه، حفظه الله، يعمل على أن يكون وطنه العربي يملك قراره، ويملك وحدة مصالحه ومصيره.
ويذهب الى العالم والقوى الاقليمية.. لا ليقاسمها على حساب وحدته القومية، وإنما ليفرض على الجميع وحدة الوطن.
هناك الآن جديد في التحالفات الاقليمية والدولية، فتركيا تأخذ موقفاً رافضاً لخطط الهيمنة الايرانية على سوريا والعراق، وتعلن ذلك في ميونخ، حيث يضع المؤتمر العشرين سياساته أمام نفسه وأمام العالم، وتركيا والولايات المتحدة وأوروبا تقول بصراحة إن على ايران أن تتوقف عن سطوتها المذهبية، فالولي الفقيه لا يملك حقاً إلهياً يعطيه رقبة الشيعة العرب وغير العرب.
هذا الجديد في التحالفات الاقليمية والدولية، ليس خارج التماسك العربي الذي يستطيع العرب في قمتهم القادمة وضعه أمام المنطقة والعالم.. كما يُفترض أن يكون.
نُعدُّ لزيارة العاهل السعودي، ولقمّة البحر الميت، ونحن أكثر ما نكون ثقة بأنفسنا، ونستطيع بعد ذلك أن نحمل الهمَّ الفلسطيني الى واشنطن أولاً: فلا حلّ خارج حل الدولتين.
الرأي