قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). رواه البخاري
كثيرا ما يثير اعجابنا جلالة الملك في كونه يملك الكثير من التفاؤل والشجاعة والثقة بنا بالرغم من حجم التحديات وتداعيات الأزمات الدولية والإقليمية. والقادة يستمدون عزيمتهم أيضا من شعوبهم الواعية الوفية. وعندما يطل علينا سيدنا في خطاب او اجتماع فهذا معناه إنني معكم واعرف همكم. وكنا في كل مرحلة نتفاجىء كيف أننا اجتزنا كثير من الاختبارات الصعبة أمام شح الموارد وقلة الإمكانيات المتاحة. لكن بتوفيق من الله وحبنا لوطننا وثقتنا بالقائد هي المحرك الرئيسي لصمودنا.
أعتقد أننا بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى الى أن نقف إلى جانب الوطن ونحمد الله على نعمه التي لا تحصى ولا تعد وإن كان هناك كثير من المنغصات التي توجع قلوبنا كغلاء المعيشة وتآكل الرواتب ونهب المال العام وانتشار الفقر والجريمة ولسنا في مكان للمزاودة على حب الوطن، ولكنه الفقر الذي قال عنه الفاروق لو كان الفقر رجلا لقتلته.
إننا مؤمنين بالقيادة الهاشمية الحكيمة وعلى قدرتها على إدارة الأزمات والوصول بالوطن إلى بر الأمان ودرء الأخطار المحدقة. حيث يمر العالم عموما ومنطقتنا على وجه الخصوص بازمات أمنية واقتصادية ونحن باعتبارنا جزء من هذا العالم نتأثر بذلك أيضا.
حفاظا على هذه النعم مطلوب منا جميعا ان نحترم سيادة القانون، مطلوب منا جميعا توظيف الأفكار الإبداعية وإتاحة المجال للمبدعين من أجل المساهمة في استمرار بناء هذا الوطن وصموده.
ويثير إعجابي أيضا رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد عطوفة محمد باشا العلاف وعلى النهج الجديد في دمج هيئة النزاهة مع عمل مكافحة الفساد واولوية إصلاح الثقافة والنهج حتى نحارب الفساد ومعالجة الثغور التشريعية لمنعه والوقاية منه وإحالة عدد من القضايا إلى القضاء للبت بها وهذا لا يعني نهاية المطاف لأن مكافحة الفساد مسألة مستمرة. ويثير إعجابي أيضا معالي الأستاذ الدكتور عادل طويسي فخلال تسلمه لحقيبة التعليم العالي والبحث العلمي كانت اول عبارة أطلقها لا مزيد من اللجان ونلتزم بتطبيق توصيات اللجنة الملكية لتطوير الموارد البشرية وقام بإعداد مشروع قانون التعليم العالي والجامعات ونقل عدد من صلاحيات مجلس التعليم العالي إلى مجالس العمداء في الجامعات. ويجتمع وزيرنا المحبوب دوريا مع رؤساء الجامعات، ويقبل النقد البناء ويرد عبر الإعلام ويمتلك الشجاعة. لديه صفحة تواصل اجتماعي فيسبوك. وضع خطة ذكية لدعم الجامعات. هناك سلاسة في أي إجراءات تتعلق بالوزارة والقبول الموحد. لا يوجد غموض في العمل. وأيضا معالي علي الغزاوي وزير العمل له بصمات قوية في الوقوف إلى جانب العامل الأردني ومحاربة مافيات استقدام العمال الوافدين.
إذا الإنجاز والإبداع وتطبيق روح القانون هي الوصفة الحقيقية لكي نستمر بقوة. مطلوب من كل مسؤول ان يقوم بعمل زيارات عمل لموظفيه تتجاوز حالة البيروقراطية والشكلية والأمر الواقع. فمثلا بإمكان غرف التجارة بالتعاون مع البلديات إقامة أسواق شعبية ذكية لا تؤثر على المحال التجارية وتصبح الأمور منظمة دون الاكتظاظ الذي نراه في الأسواق وهذا سيساهم في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة وتعزيز ثقافة تطبيق القانون ومحاربة الواسطة والمحسوبية.
ومطلوب من رؤساء الجامعات ان يكون لديهم سعة الصدر وتقبل الأفكار المغايرة وبصدر رحب وان يتذكروا مقولة الحسين الباني الإنسان أغلى ما نملك لذلك عليهم مسؤوليات وطنية كبيرة واحترام أصحاب الفكر الخلاق والمثقفين والمبدعين والذين ينادون بتطبيق رؤى الملك وتوجيهاته من أجل تعزيز ثقافة الحوار البناء. هناك مسافات شاسعة بين الجامعات وخدمة المجتمع والدليل على ما ندعيه أين تلك الأبحاث والنتائج التي تمس المجتمع بشكل مباشر اين التكامل والاندماج والانصهار مع المجتمع.

هناك عتب على رجال الأعمال وأصحاب رأس المال في القطاع الخاص أين دورهم في هذه المرحلة لم نسمع ان أحدهم تبرع ب 100 الف دينار ولا بعشرة آلاف دينار.

وهناك نداءات فكرية علمية وطبية واقتصادية وفكرية شجاعة مثل ما يكتبه ويقدمه زملائي البروفيسور محمد الفرجات من جامعة الحسين والبرفيسور الطبيب الجراح نضال يونس أمين عام المجلس الطبي الاردني.
وامام هذه المشكلة الاقتصادية والتحديات الأمنية وجهود مكافحة الفساد لا بد لنا من ان نعمل سويا لنكون داعمين لكل جهد وطني شريف ولكل إنسان غيور وأن لا نسمح لأي أحد ان يعتلي موجة اي قضية في وطننا الحبيب الغالي وان نكون دعاة للعمل والإصلاح جميعا بالأفعال والأقوال إلى جانب الوطن والملك والشعب والى جانب الجيش والاحهزة الأمنية !