دراسة هنغارية: الهواتف الذكية بديلاً للأباء
20-02-2017 07:14 PM
عمون - من منا لم يصب يوماً بالذعر عندما يبتعد عنه والداه في الصغر، بيد أن الأمر مشابهاً تماماً في هذه الألفية الجديدة التي تشهد إعصاراً تقنياً هائلاً، الأمر الذي قلب الأمور رأساً على عقب ليتحول بين الأطفال والأجهزة اللوحية.
فسرت دراسة صادرة عن الأكاديمية الهنغارية للعلوم وجامعة إيوتفوس وراند في بودابست، عدم حاجة أطفال الجيل الحالي إلى الآباء، وارتباطهم بشكل غير طبيعي بالهواتف الذكية، بأن غالبية الأطفال الذين فحصوا (87 طفلاً)، أجابوا أن الهاتف الذكي يمنح شعور الثقة بالنفس والأمن، إلى جانب إسهامه في تخفيف التوتر.
وقال المدير الإكلينيكي لمدينة علم النفس المجموعة ومقرها لندن مايكل سينكلير، إن الدراسة قامت على وضع كل مشارك في غرفة فارغة يوجد بها حاسوب محمول، ومكتب وكرسي وصحيفة ولعبة قطنية، وكرسي محشو بالبوليسترين (beanbag seat)، وفق ما نشرت صحيفة «ديلي ميل».
وأوضح الباحثون أن 75 في المئة من المجموعة الأولى أظهروا سلوكاً عدائياً، إلى جانب الإجهاد، و 20 في المئة شارد نحو الخزانة، فيما كانت نتائج المجموعة الثانية 47 في المئة و صفر في المئة على التوالي.
وثبتت لهم أجهزة مراقبة القلب، ثم اخضعوا لاختبار بسيط في الرياضيات، وسمح لهم باستخدام الآلات الحاسبة في هواتفهم، ثم قيل لنصفهم ان يغلقوا هواتفهم مع احتفاظهم بها، بينما جعلوا النصف الأخر يضعون هواتفهم في خزانة بزاوية الغرفة، وأعطي لبعضهم هواتف ذكية مختلفة وللبعض الأخر آلات حاسبة تقليدية.
وبعد دقائق من انتهاء الاختبار تركوا وصوروا سراً، ثم أعطوا استبيانات الاختبار عن تعلقهم بهواتفهم الذكية. وبيّن الاختبار أن الذين انفصلوا عن هواتفهم أكثر عرضة للإصابة بأنماط ضربات القلب، المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة.
ولفت الباحثون إنه من المثير للاهتمام، أن وجود هاتف ذكي لشخص أخر خفف أثر أعراض الابتعاد عن المحمول الخاصة بالمختبرين، بشكل مشابه لتأثير شخص غريب يهدئ طفلاً ابتعد عن والديه.
وأكدوا إن الأجهزة الذكية لا تعوض حاجة الأطفال لذويهم لتلبية حاجاتهم من الراحة، والطمأنينة، المعلومات والتوجيه.
الحياة