معلمون .. نتائج التوجيهي تكشف خلل المنظومة التعليمية
أرشيفية
19-02-2017 03:30 PM
عمون – مجحم الخواجا أجمع معلمون وخبراء تربويون على تعرض طلبة الثانوية العامة للظلم، نتيجة قرارات عقيمة وارتجالية وغير مدروسة ، اصدرتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الاخيرة .
المعلمون اكدوا في حديثهم ان نتائج التوجيهي تكشف وجود خلل في المنظومة التعليمية للوزارة حيث تظهر النتائج علامات مفاجئة للطلاب، لم تكن متوقعة خلال سنوات تحصيلهم الدراسي.
وقال معلم الرياضيات محمد صالح، الذي يعمل في مجال التدريس منذ ثلاثين عاما لمادة الرياضيات ، في حديثه لـ عمون ان نتائج التوجيهي تدل على ضعف تأسيس طلبتنا ، خاصة وان مستوى الاسئلة قوي وتفوق قدرات طلبتنا وفق طاقتهم .
وأشار الاستاذ صالح لعدة عوامل تؤدي الى إخفاق الطلبة في امتحان التوجيهي، ابرزها ان الامتحان الذي تقدم له الطلبة في الفصل الاول لم يكن بالشكل المطلوب ، ذلك أن ما يقدم للطلاب من معلومات داخل الحصص الصفية في المدارس الحكومية ، لا تؤهله الا للنجاح فقط ، ولا تمكنه من تحصيل علامة متقدمة . واضاف أن النتائج تكشف وجود فجوة في مستويات الطلاب ، حيث يشهد نفس الصف طالبا يحصل على علامة 94% ، والطالب الذي يليه مباشرة يكون تحصيله 70% .
وبين صالح أن تصريحات وزير التربية والتعليم السابق محمد ذنيبات عشية الامتحانات كان لها تأثير سلبي على الطلبة، والتي أكد فيها اختلاف نمط الاسئلة عن السنوات السابقة، وهذا خطأ كبير أربك الطلبة لان أغلب الطلبة يشعرون بالتوتر عند الامتحان الاول ، وهذا بحد ذاته يؤثر على الطلبة خاصة وان برنامج الامتحانات عادة يكون مساق الرياضيات هو الامتحان الأول، لافتا الى ان امتحان الرياضيات يحتاج الى درجة عالية من التركيز لدى الطلبة ويفضل ان لا يعقد في اليوم الاول.
وتحدث صالح عن طلبة الصناعي الذين التجئوا الى الفرع الصناعي هربا من مادتي الرياضيات والفيزياء، لتفاجئهم الوزارة باعتماد كلا المادتين ضمن المناهج التي يدرسونها ، ولهذا كانت علامات الرياضيات متدنية في الفرع الصناعي .
وينهي صالح حديثه انه يعمل في حقل التدريس منذ عام 1987، وكانت نسبة النجاح تصل إلى 55% ، وحاليا نسبة النجاح لا تتعدى 40% ، وهذه نسبة متدنية ، وسببها رسوب الطلبة في مباحث لا تدخل في المعدل . ويؤيده بذلك استاذ الرياضيات محمد النجار الذي طالب الوزارة بالسماح للطبة بمراجعة دفاتر اجاباتهم ، لان هناك طلبة يفاجئون بعلامات تعتبر خارج توقعاتهم، وذلك من خلال استحداث قسم في وزارة التربية والتعليم يتيح للطلبة الراغبين بمراجعة اجاباتهم، مقابل رسم مالي.
واكد على تعرض طلبة الصناعي لظلم في مبحث الرياضيات كون الوزارة تعاملت معهم على اعتبار انهم بنفس مستوى طلبة الفرع العلمي، ولهذا سيشهد الفرع الصناعي عزوفا من قبل الطلبة. ولفت النجار الى أن مسألة الرسوب المدرسي تقتصر على طلبة المدارس الحكومية ، بينما هو غير مفعل بالنسبة للمدارس الخاصة، وبالتالي يحرم الطالب في المدرسة الحكومية اذا رسب في الامتحان التجريبي، بينما لا يفعل ذلك على المدارس الخاصة.
وبين الاستاذ المتخصص بالفيزياء احمد عبيد الله ان سبب فشل الطلبة في امتحانات التوجيهي ان الاختبارات التي تعرض عليهم خلال 11 سنة السابقة للتوجيهي هي اختبارات غير حقيقية ،واضاف ان النتائج تكشف ان السنة الدراسية الوحيدة التي تخضع لمراقبة وزارة التربية والتعليم هي التوجيهي لذلك تكشف مستويات الطلبة على حقيقتها.
لافتا عبيد الله ان المرحلة الفعالة من قبل وزارة التربية هي مرحلة التوجيهي فقط والا كيف وصل الطالب الذي لم يجتز اختبارات التوجيهي لمرحلة التوجيهي ؟ وقال هذا سؤال برسم الاجابة لوزارة التربية والتعليم.
واضاف ان نتائج التوجيهي هي ثمرة عدم متابعته ومراقبته من قبل الوزارة ومدارسها ومعلميها وكذلك عدم متابعة الاهل لأبنائهم.
ودعا الاستاذ عبيدا الله ان يبدأ التوجيهي من مراحل مبكرة من حياة الطالب وقال من الجائر حصر مستقبله في نتيجة سنة واحدة من أصل 12 عاما دراسيا.
كما دعا الوزارة لمراقبة الامتحانات التي يتقدم لها الطلاب في مدارسهم من الصف الثامن حتى الصف الاول الثانوي حتى يكون قادرا على خوض امتحان التوجيهي.
وحول امتحان الفيزياء للفصل الاول اكد ان الامتحان بمستوى متوسط لافتا ان التفاوت في علامات الطلبة يعود لمعيار دراسته للمادة خلال الفصل بحيث يعطي الامتحان انطباع عما بذله الطالب من جهود ودراسة للمادة، لافتا ان الامتحان لم يكن لقياس مستوى ذكاء الطالب انما لقياس مستوى جلد الطالب وصبره ،مشيرا ان هذا المعيار لا يشمل كل جوانب العملية التعليمية.
ولفت ان امتحان الفيزياء للفرع العلمي قد اخطأت الوزارة بتصحيح احد الاسئلة ولم تعترف لاحقا بخطئها لافتا ان مثل هذه القضايا تفاقم مشكلة التوجيهي .
وعن المسؤول عن فشل الطلبة في التوجيهي قال الاستاذ عبيدا الله ان الوزارة هي المسؤول المباشر وقال انا احمل وزارة التربية المسؤولية لان النظام التعليمي الذي رشح هذا الطالب عبر 11 سنة دراسية لدخول امتحان التوجيهي هو نفس النظام الذي حكم على الطالب بالفشل لمجرد اخفاقه في سنة واحدة .
وفيما يتعلق بمادة اللغة الانجليزية يقول الاستاذ محمد الفاخوري، أن 90% من المعلمين غير مؤهلين علميا لتدريس وتأسيس الطلاب على مادة اللغة الانجليزية، وان الطلاب بالصفوف الثامن وحتى العاشر علاماتهم وهمية ، وعند تقدمه لامتحانات التوجيهي تكون الصدمة له ولعائلته من تدني مستواه .
واضاف ان معلمي التوجيهي، لا يقدمون معلومات كاملة للطلبة ، وهناك من يزودهم بمعلومات خاطئة ، فضلا عن الاعتماد على الاشارة في الكلمات في اسئلة اللغة الانجليزية .
وقال ان معلمي الثانوية العامة لديهم أخطاء علمية في امتحاناتهم مطالبا بتكثيف وتأهيل المعلمين ليكونوا على مقدرة تامة في تدريس الطلبة ، مشيرا الى ان وصول نسبة النجاح في الفرح الادبي بمادة الانجليزي الى 18% تدل على خلل ترتكبه الوزارة ، كونها لا تعرف مستوى الطلبة بمادة الانجليزي ، بل تتعامل معهم على اساس ان لديهم معرفة عالية بهذا المادة .
ويساهم بضعف الطلبة وفق الفاخوري، عدم مساهمة أهالي الطلبة في متابعة ابنائهم ومعرفة قدراتهم بمادة اللغة الانجليزية، لتصبح عملية تراكمية من الاخطاء والضعف تنتهي بفشل فاضح في امتحان التوجيهي.
استاذ اللغة العربية عبد الهادي الخطيب يرى ان جميع امتحانات الثانوية العامة تكون من داخل المواد والمناهج التي يدرسها الطالب ، باستثناء مادة الرياضيات لطلبة العلمي تكون الاسئلة فيها تشكل تحديا لعقلية الطالب. واضاف ان بعض المناهج تكون الاسئلة فيها فلكية وخرافية ، وحتى المعلمين الذين يدرسون هذه المواد يؤكدون ان الاسئلة جاءت من نهايات الاسطر وهذا المقصود فيه ظلم الطلبة ، وهذا من آثار حقبة الوزير السابق ذنيبات .
والمشكلة كانت ان طلبة الفرع الادبي تعرضوا لظلم أنهم تقدموا للامتحان بـ9 مواد خلال 13 يوما، ما أدى الى اخفاق عدد كبير منهم مشيرا أن الوزير السابق ذنيبات أعاد هيبة التوجيهي لكن كان على حساب مستقبل طلبتنا وإشعارهم بالفشل، فنحن نطالب بمنع الغش بكافة وسائله ولكن لا نطالب بتعجيز الطلبة.