ماذا جرا وماذا يجري والى اين ؟ اسئلة ثلاث لم ولن تنفك من السنة الناس , فبينما نجد نوابنا وممثلينا يتسابقون في التمثيل واظهار البطولة والشعبوية بالطخ شمالا ويمينا نجد غيرهم يخرج من الجلسات متوهما بان ذلك موقفا احتجاجيا متناسيا ان مجلس النواب هو بيت النواب وعرينهم ولا يجوز الخروج منه , على اعتبار ان الخروج من البيت هو هروب وتنصل من المسؤولية.
بينما نجد الحكومة مستمرة في برنامجها التصحيحي , وعندما تسأل الحكومة عن ذلك تقول نحن ننفذ ما جاء بتوصيات وبنود الموازنة التي تم الاتفاق عليها مع النواب , وعندما نسال النواب عن موافقتهم حول ذلك نراهم يختلفون فمنهم من يقول تجاوزت الحكومة ومنهم من يقول وافقنا على الاطر العامة للرفع وليس على التفاصيل ومنهم من يقول لا بد من دفع ضريبة التحدي التي فرضت علينا ومنهم من يقول سندرس ومنهم من يغرد خارج السرب فيشبعنا تهديدا ووعيدا وبلا طحن ولا تغميس !!!!.
نحن لا نلوم الحكومة التي جاءت ببرنامج محلي فرضته عليها جهات تمولية دولية ولا بد من تطبيقه , وهي بواقعها لا تستطيع ان ترفض لان المعادلة تقتضي في الاقتراض الموافقة على الشروط رغم معرفتها بانها قاسية , لكن الاساس ليس بالحكومة بل بالنواب الاشاواس اصحاب القرار الاول والاخير , اصحاب الصلاحيات الدستورية بالمنع والتغيير والتثبيت , ان تمنح الحكومة هامشا كبيرا لمناورة الصناديق التمويلية ؟ فلماذا لم يرسم النواب الموازنة عندما عرضت بالضبط بالشكل الذي لا يوصلنا الى ما نحن عليه , ومن الطبيعي ان يكون للحكومة لوبي نيابي ولكن يجب ان يكون على مستوى عال من الوعي بحيث يمهد للحكومة القدرة على التفاوض مع الممولين وبنفس الوقت التخفيف على الناس , فلا احد رئيسا او وزيرا او نائبا يرغب بالتضيق على الناس ولكن الامر يحتاج للعبة الادوار وبنفس الوقت تخفيف مدى حدة الكي الذي سيصيب الناس , فللنواب ادوات ووسائل يمكنهم من تعرية كل من يريد ان يقف ضد مصلحة المواطن.
لقد الفنا وزهقنا اسلوب التبرير وقذف الكلمات العشوائية و الاختباء وراء التبريرات , فما يريده المواطن هو الفعل وليس الخطاب وفلتان الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟؟ . الاساس ان يقرر مجلس النواب ما يريد ويفرض على الحكومة تطبيقه , فالحكومة لاتملك من القدرة والسلطة لان تخالف او تعاند راي وقرار النواب خاصة وان الملك ولاكثر من مرة قال ان بقاء الحكومة يرتبط برضاء النواب عليها , وهذا سيف بتار يستطيع النواب ان يمارسوه لتحقيق مصلحة المواطن اذا راوا بان الحكومة ستطغى.
ازعجنا جدا تصرفات النواب الشخصية والاعتداء باللفض والاشارة على الرئيس او الوزراء بالضبط كما ازعجنا محاولة البعض تكميم افواه النواب والتهديد بلجنة السلوك وكأن هذه اللجنة النيابية جاءت كشرطي المجلس الذي لا بد وان يهدد كل من يريد ان يمارس حقه الدستوري بحرية وانطلاقه , اساءنا كثيرا كمواطنين ضياع هويات العديد من النواب واضمحلال الوانهم , لا نعرف من هو النائب الذي هو مع المواطن او الذي هو ضده من هو الذي يدافع عن قرارات الحكومة او ضدها ,فبينما يؤيد كل القرارات داخل اللجان ولكنه وامام كميرات التلفاز يرفضها فهل ماتت كل الاسود و فقمت كل الفهود , ا, وهل غابت الشجاعة هي ايضا من قواميس الاردنيين ., صبرنا على الفقر واخفيناه , وضانينا الامرين وكبتناه , وقبلنا الظلم وغياب العدل وعدم المساواة وتجرعناه ووضعنا الحجر على المعدة وكمشناه , وعايشتنا المعاناة والغربة لبقاء القاصي والداني بظهرانينا وحمدناه , لكننا لم نصل لحد الياس حتى نقتل النفس , فلم نبلغ مستوى الجنون ولم نصل حتى النهاية , فكان الموت افضل من العيب فالكرامة والعزة والصدق والايثار والايخاء , لن تقتل في النفوس فآثر بعضنا الموت على نفسه حتى لا يقتل معاييره فمات.
هذه هي البداية ولا ندري كيف ستكون النهاية . ايها النواب ايتها الحكومة , ايها الناس , نحن لا نعيش خواتم الدنيا وتباشير القيامة , نحن لا نمشي على السراط ونخاف من النار , نحن لم نزني حتى نجلد ولم نسرق حتى تقطع ايادينا ولم نخن حتى تجتز رقابنا , نحن نريد العدل والحق نريد ان نحس بكياننا وبوجودنا فما زلنا شعوبا وقبائل وما زالت قيمنا هكذا وعاداتنا رضي من رضي وغضب من غضب , فلم تغيرنا مدنية الغرب ولا ثقافته , ولم تزحزح ولاءاتنا لثرانا وتراثنا نواميس الحياة ولا مغرياتها . فلنقل لصندوق النقد والبنك الدولي ولكل مؤسسات العولمة ان الهيمنة والاستبداد والسيطرة على عقول وتطلعات الناس لم تدم وقد بدأ العالم فضاء مفتوح تجاوز فيه التواصل حدود الزمان والمكان
فنحن تحملنا ما لا تتحمله اروبا وامريكيا على حد سواء فهل انتم مصرون على ان تنظروا لمواطننا انه من عالم وانتم من كوكب آخر.
نحن نحمي الحدود وندفع الضريبة على ذلك , نحن نمتص الافات ونحرقها في منزلنا الاردني وندافع عن غيرنا , بدمنا وممتلكاتنا, بحاضرنا ومستقبلنا نحن نمتص الدمات والاثار والازمات ونحيدها عن من حولنا , نحن نحافظ على امن واستقرار الوطن باعتباره بركان الانفجار للمنطقة لا سمح الله ولا قدر , فلا يجوز النظر للاردن كدولة ضعيفة تطلب العون بمقدار ما تكون كدولة تؤدي مهام كبرى لا ينكرها الا الاعمى ولا يشكك بها الا لابكم , دولة تقدم اكثر من طاقتها فهكذا هي ثوابتها ورسالتها الازلية , فمن يريد النكران فله ذلك ولن يضربه احد على يده , لكن الايام ستبين مدى الخطأ الكبير الذي يرتكب بحق الاردن الذي حوصر من الشمال والجنوب من الشرق والغرب , وستنجلي الغمامة وسيذكر القوم الاردن عندما يفتقدر البدر وعندما يجد الجد.
هكذا يجب ان يكون فكرنا وكرامتنا وعنواننا امام الجميع , فاليخرج النواب وليتحدثوا واليمضوا الاعيان وينتشروا , وللننطلق الى ميادين اشقائنا ونقول هذه الحقيقة دون خجل او وجل والى عواصم العالم وبكل جرأة ولتكن بدائلنا بين ايدنا ولنوزع الادوار ونغزوا الفضاء الاعلامي العربي والدولي بخطة ممنهجة ومكثفة يشارك بها الجميع . نعم مثل وضعنا يستحق هذا الفعل ويستحق ان نعطي للمواطن جرعة من التفاؤل والامل وبنفس الوقت نقول للعالم بان كرمنا لا مساومة عليها وان حقنا فرض عين . وان مطالبنا لا يمكن ان تكون تسول او تذلل بل حق وواجب بالضبط كما فعلت تركيا بالاروبيين واليونان بالاتحاد الاروبي , والسعودية والخليج باليمن.
دوركم ايها النواب والاعيان بنفس دور الحكومة والقطاعات الشعبية والاهلية والخاصة , كلمة واحدة وهدف واحد وتوجه واحد فلا يجوز ان يستمر الانتظار حتى نرى الناس تقتل حالها وامام اعين مخدرة عقولها وميتة قلوبها في الداخل والخارج .