شحدونا الخميرة و قعدونا عالحصيرة
عدنان الروسان
19-02-2017 02:21 PM
كتب عمر بن الخطاب إلى بعض أهل حمص أن يرسلوا له أسماء الفقراء حتى يرسل لهم من بيت مال المسلمين ، و لما جاءته القائمة وجد اسم والي حمص سعيد بن عامر بينهم ، و تعجب الخليفة أن يكون واليه من بين الفقراء و لما استوثق وجد أن الوالي فقير و تجوز عليه الصدقة و كل أموال الولاية تحت يده ، فبكى عمر و أرسل للوالي مالا يستعين به على قضاء حوائجه فتصدق به على الفقراء ، ذاك عمر أما عندنا فأعطوني واليا واحد غير متكرش حتى صار بلا رقبة كما قال مظفر النواب اعطوني واليا واحد لا يساوي ثمن أزرار قميصه الذهبية أو ربطة عنقه الحريرية مصروف عائلة لشهر كامل .
هناك خطة أكبر من الحكومة نفسها و أكبر منا جميعا لإفقار الوطن ، حتى يصل الناس إلى الحضيض ، حتى نشحد الخميرة و نبيع الحصيرة ( و قد رفعت الحكومة الأسبوع الماضي الضرائب على الحصر ، جمع حصيرة و اليوم رفعت الضريبة على الخميرة ) و بالتالي نكون قد وصلنا إلى قاع البئر الذي ما بعده قاع ، حتى نقبل بأي تسوية مهما كانت و حتى ننزع ورقة التوت إن بقي توت و بقي ورق و نهرول وراء المشروع الصهيوني اليهودي لتدمير الأردن و إقامة الوطن البديل .
ثم حين نكتب عن ضرورة البحث عن محور جديد غير المحور الأمريكي البريطاني اليهودي الخليجي و أن نناقش إمكانية اللجوء إلى المحور الروسي الإيراني تقوم القيامة لأن الضخ الإعلامي على مدى عشرين سنة ضد الهلال الشيعي جعل الناس تنسى كل غيلان اليهود و الغرب الصليبي الماسوني و حقده على العرب و لمسلمين و تتذكر الغول الشيعي فقط ، و لأن النظام لرسمي العربي لا يريدنا أن نفكر بعقولنا بل بمصالحهم ، بمصالح الولاة الذين أكلوا الأخضر و اليابس.
السياسة فن الممكن ، و ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، هل دول الخليج عاجزة عن إنقاذ الأردن من أزمته و مديونيته ، هل أمراء الخليج الذين يبذرون أموال الأمة أموال العرب على الطائرات الفاخرة و السيارات الفارهة و النساء و الخمور عاجزون أن يمدوا يد العون للشعب الأردني الذي ذهب أبناءه عشرات المرات بسيوفهم و سلاحهم ليدافعوا عن عروش أمراء الخليج و حكامه ، ألا يستحق الأردنيون الذين ضحوا و ما يزالون لفتة من اخوانهم رغم أن أموال الخليج و نفطه ليست ملكا للحكام و لا لعشائرهم و لا لإبائهم ، إنها أموال الأمة يسرقها الحفاة العراة رعاة الشاه الذين يتطاولون في البنيان بينما نحن نموت من الجوع .
لماذا لا نتجه إلى إيران ، و دعوكم من التهافت الفاضح الكاذب على موضوع الشيعة ، و أن هنا أتحدث في السياسة و ليس في الدين ، فهل اليهود أقرب الينا من الشيعة و هل المحفل الماسوني ، محفل فرسان الهيكل الأمريكي الذي يدير حربا صليبية علينا أحن و أكرم من الشيعة ، إن كانوا كذلك فلتتفضل إسرائيل و أمريكا و يشطبوا الديون الأردنية و هم يستطيعون أن يفعلوا ذلك بجرة قلم فالديون التي علينا يملك شطبها شيلوك تاجر البندقية ، اليهودي القذر الذي يتحكم بمصائر المسلمين في المنطقة.
ماذا تريد الحكومة بالضبط من الشعب الأردني ..؟!
هل بقي شيء يمكن أن نعطيكم إياه و لم نفعل أم أنني أعطيت ما استبقيت شيئا ، الناس تنتحر ، الناس تموت جوعا بينما لحم الضأن تأكله الكلابا ، الناس تتعاطى المخدرات ، ناس تبيع أعراضها و انتم تعرفون ، الناس تنام و تسهر في حاويات القمامة بينما انتم تحتفلون بعيد الفالانتاين ، تحتفلون بعيد روماني خلاعي تعود جذوره إلى حقبة النبلاء و بعض المتنورين من مدعي المسيحية و القديسين ، الناس تتجمع في خلايا فيسبوكية نائمة إن استيقظت فقد تقلب الدنيا رأسا على عقب بينما الحكومة و مجلس لنواب ( إلا من رحم الله و هم قلة ) يتآمرون على الشعب حتى يقتلونه جوعا و عطشا ، قال مجلس النواب أقر قانون حماية المستهلك و تشكل هيئة برئاسة مين ، برئاسة طويل العمر وزير الصناعة و التجارة طيب الوزير بدو يحمينا من مين ، لماذا تكذبون علينا ، لماذا تستهبلون و تستعبطون ، لماذا لا يكون مسموحا تشكيل مؤسسات مجتمع مدني لحماية المستهلك و لها الحق في مقاطعة البضائع ، كيف يمكن أن تكون جمعية واحدة لحماية المستهلك و تأخذ أموالا من الحكومة و من التجار و برئاسة رئيس كالزعماء العرب واحد أحد فرد صمد لا يتغير و لا يتبدل ، شكرا لمجلس النواب على حرصه الشديد و ضلوعه المديد في المؤامرة على الشعب لأردني.
اللي مش قد الحمل يزيح حاله عن الطرق واللي مش قد المسئولية الله معه، لقد زادت المسألة عن حدها و صارت الأمور لا تطاق، وصار الموت عند الأردنيين أهون من الحياة ، هذه ليست حكومات تحكم و هذه ليست مجالس نيابية تراقب ، هذا ما نراه ليس إلا كابوسا أبطاله مجموعة من الرقاصين و الفاسدين و من ليس في قلوبهم شفقة أو رحمة على شعبهم إن كان هذا الشعب شعبهم .
اتقوا الله قبل أن تحل بكن قارعة تجعلكم كأهل لوط الذين لا تحبون الاحتفال إلا في مناطقهم و فنادقهم، أما الشعب الأردني، أيها الشعب الأردني لك الله فلا تنتظر من غيره مكارم أو مخارج.