للبدايات كما لأوائل الأبناء فرحة لا تعدلها فرحة مهما تكررت التجربة ، فما زال جيلنا يتذكر مدى النشوة والافتخار الذي شعر به آباؤنا وأهلونا يوم صدور الإرادة الملكية السامية بإنشاء أول جامعة في الأردن وكيف بادر الرعيل الأول من رجالات الأردن لإنفاذ الإرادة الملكية بحماس منقطع النظير وبرعاية وإشراف ملكي مباشر من لدن المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بسرعة الاستجابة والمباشرة في انجاز صرح علمي شامخ كان بمثابة الغرسة الأولى في ميدان التعليم الجامعي في المملكة ألا وهو الجامعة الأردنية ، هذا الاسم الذي يضفي بعدا آخر لأسباب حبنا واعتزازنا بهذه الجامعة التي لا تشكل بالنسبة لنا مجرد معقل علمي يخرج العديد من أبنائنا من حملة الشهادات بتخصصات علمية وأدبية فحسب ، بل هي رمز ومعلم أردني نريد أن نراها دائما في أحسن صورة وأرفع أداء .

ما أثار الشجون وأيقظ الذكريات هي تلك الخطوة الجريئة التي أقدم عليها رئيس الجامعة الأردنية الدكتور خالد الكركي عندما أعلن عن إنشاء اتحاد طلبة الجامعة الأردنية بالانتخاب الكلي المباشر ، هذا الإعلان الذي جاء ليذكر ويؤكد الدور الريادي الذي نعتز به بل ونأمل دائما أن تكون الجامعة الأردنية هي حاملة شعلته لما لها من مكانة لدى جميع الأردنيين ولما لها أيضا من تأثير على بقية جامعاتنا الرسمية والخاصة التي ستقتدي بها يوم نجاح التجربة بعون الله . لا مجال للحديث هنا عن المرحلة السابقة وما كان يطفو على سطح إجراءاتها من عصبيات قبلية و مناطقية أو حزبية وعنصرية في كافة جامعاتنا نتيجة لجهل أبنائنا بأصول العملية الديموقراطية من جهة ونتيجة لعدم فهم الدور والمسؤوليات المناطة بتلك المجالس من جهة أخرى ، مما أربك الطلبة وأصحاب القرار لتكون المحصلة دخول الجميع في دوامة الاختيار بين الانتخاب والتعيين أو الخلط بينهما مما كان يفضى في حالات كثيرة إلى تجميد مجلس الطلبة أو حله وخسران أبنائنا الطلبة حقهم في ممارسة المشاركة وتعلم أصولها إضافة إلى ما لحق بإدارات الجامعات من نعوت دكتاتورية لا تليق بصروحنا العلمية وما لكل ذلك من تأثيرات سلبية على مجمل عمليات التعليم الجامعي .

إن ما يجدر الحديث به الآن بعد الإشادة بقرار رئيس الجامعة الأردنية هو السؤال عن الاستعدادات والتحضيرات التي ستقوم بها إدارة الجامعة في فترة ما قبل الانتخابات لتهيئة بيئة وأركان العملية الانتخابية خاصة في ما يتعلق بالدعوة إلى المشاركة الواسعة من كافة الطلبة من خلال إيضاح أهمية وجود اتحاد للطلبة وما هي الغاية من إنشاءه وما هي مهماته ووسائله ليتحدد بناء على ذلك كله مواصفات المرشح المطلوب وما ستكون عليه طبيعة شعارات الحملة الانتخابية بعيدا عن المزاودة واستنفار العصبيات .

أملنا كبير بأن يكون كل ذلك قد ورد بحسابات رئيس الجامعة الدكتور النابه خالد الكركي الذي لا أعتقد أن يضيق صدره باقتراح تخصيص عشرة دقائق بداية كل محاضرة يقوم فيها أحد المختصين بالحديث عما سلف ذكره .

mustafawaked@hotmail.com