قبل أن ينقلب تم إلى هم و غم !!
عدنان الروسان
18-02-2017 11:02 PM
ما يحدث في أرجاء الوطن على أيدي الحكومة يشي بمصيبة كبيرة قد تحدث في أي وقت و تحرق الأخضر و اليابس ، و لمنافقي الأمن و الأمان ، و الولاء و الانتماء الكاذب الذين سينتفضون ليقولوا " فال الله و لا فالك ، و لا سمح الله و لا تجعل الأمور سوداوية " نقول أتركونا من الفزعات الكلامية الفارغة و لننظر إلى الأمور نظرة حقيقية صادقة ، هل هناك أي مسوغات لإقامة حفل للموسيقار العالمي اليوناني ياني في العقبة و هل نسرق لقمة العيش من أفواه الأردنيين الفقراء لنقيم حفلاً موسيقياً يكلفنا مئات الاف الدنانير و يستمتع به المتخمون من الفاسدين و اللصوص و المتكرشين و هل لا يصلح العقبة و الاقتصاد في الأردن إلا ما يعتقده أحد كبار المسئولين الذي أجاب حين سأل عن الحل للأزمة الاقتصادية بالقول "Solution Prostitution" و لا أدري كيف أترجم للقارئ الكريم مقترح المسؤول التافه ، أي الحل هو بالسماح بالدعارة و تقنينها.
هل كان كتاب التكليف الملكي للحكومة مذكور به أن تقهر الحكومة الشعب بمزيد من الضرائب و ارتفاعات الأسعار و إقامة الحفلات في العقبة ، أم لم تقرأ الحكومة كتاب التكليف أصلاً ، هل تتمعن الحكومة بالحراك الشعبي في الكرك اليوم و تحلل دوافعه و مكامنه ، و تحرك الكرك ليس إلا نموذجاً قد يمتد إلى كل بقاع الوطن في أي لحظة لأن الناس ممتلئون غضباً و حنقاً و خيبة أمل من الحكومة و عليها.
الأحزاب غائبة تماماً أو مغيبة بفعل الحكومة أيضاً و حكومة عبدالله النسور سيئة الذكر دمرت فيما دمرت أحزاب المعارضة و شخوص المعارضة و خرج الرئيس راضياً مرضياً بعد أن صدق وعده و أوفى لجماهيره عهده و لم يأت رئيس قبله و لا رئيس بعده وعد الأردنيين بأن يحملوه إلى عمان و سيري الفاسدين نجوم النهار فلما حمله السلطيون الطيبون نيابة عن الأردنيين إلى عمان عين إبنه و ملأ جيبه و ذهب يستجم على مشارف المحيطين الأطلسي و الهادي بعد أن ضمن الجنة بغير حساب.
مالنا و للنسور و للي ما بعرف النسر بشويه ...
لنعد إلى حكومة الملقي ، التي توسمنا فيها الخير و قلنا هذه أفضل هذه أحسن هذه منقذتنا من العاهات و الفساد و إذا بها أسوأ من سابقاتها و إذا بها ليس لديها غلا ما لدى الآخرين من بضاعة بائرة بضاعة رفع الأسعار و خنق المواطنين و تدمير الفقراء و الاصطفاف مع الهوامير ، اليوم هناك حزب لا يحتاج إلى ترخيص من وزارة الشؤون السياسية الموقرة التي لا فائدة ترجى منها سوى توزير وزير و صرف للأموال بدون فائدة ، و لا ترخيص من غيرها إنه حزب " تم " ، الشباب الأردنيون يتوافقون على مقاطعة سلعة ما أو الوقوف ضمن توجه ما و ليس أمام الآخرين سوى التعبير عن دعمهم و رضاهم إذا ما رغبوا و غالباً ما يرغبون فيكتبون " تم " فيتم .
إن لله سننا كونية نافذة لا يقدر على منعها مانع ، و أمر الله بين الكاف و النون ، و أمر حزب الشباب الأردني على الفيسبوك بين التاء و الميم ، و قد يقضي الله أن تتلاقى إرادته مع إرادة الشباب الأردنيين من الفقراء و العاطلين عن العمل و أن ينتقل التم على الفيسبوك غداً إلى مرحلة متقدمة أخرى من التوافق و التواصل و أن يعود الحراك إلى الشوارع و قد عاد بالفعل اليوم في الكرك و ربما غداً في مكان آخر ، و نحن نكتب ناصحين للحكومة لا محرضين عليها ، ربما تظن الحكومة أننا نكتب لنتلهى أو لنحصد شهرة أو نسجل بطولات ، أو أننا غاوين سجون و معتقلات و نحن لا هذا و لا ذلك ، نحن أبناء الوطن المخلصين نكتب لننبه و نحذر من مدر الغضب الآتي و من تم الذي قد ينقلب هماً و غماً على الحكومة و ربما علينا أجمعين " و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب " .
مرة أخرى ننبه الحكومة إلى أن الأوضاع ليست على ما يرام وأن جمر الأردنيين تحت الرماد يكاد ينفض عنه غباره و يتطاير شرراً يحرق الفاسدين و هذه المرة لن يفيد الفاسدين أن يضحكوا على الشعب الأردني مرة أخرى كما فعلوها مرات سابقة ، و لا نريد أن نكون مهزلة و مضحكة لمن حولنا ، و مرة أخرى نكتب ناصحين و قلقلين لا متشفين ولا مهولين .
على دولة الرئيس أن ينظر في أمر العامة لا الخاصة ، و عليه أن يترك الضحك على ذقوننا و التلكؤ في الاستجابة للحاجات الملحة للشعب الأردني و إذا كان هو و وزرائه الأكارم لا يملكون حلولاً لأزماتنا و مشاكلنا و فقرنا و قهرنا فليتفضلوا فالباب بفوت جمل و المسألة ليس تشريفاً بل تكليفاً و الذي لا يقدر على التكليف فليس من الحكمة أن يلقي بحمله الثقيل على أكتافنا و رؤوسنا ، دولة الرئيس إما اعتدلت و بسرعة وإما اعتزلت ، فالأردن ليس مزرعة و نحن لسنا عبيدا.