-1-
لأنَّ «أجمل النساء من لم نلتق بها بعد» كما يقول رسول حمزاتوف» لا يَملُّ غالبية الرجال كما يبدو من انتظار المرأة التالية، كلما التقوا بواحدة!
الحقيقة أن هذه المسألة تحديدا هي جزء لا يتجزأ من تكوين الرجل النفسي والوجداني والجسدي والروحي، أي رجل، على الأغلب، ليس لأنه مشروع خائن لشريكة حياته، وليس لأن لديه عينا «زائغة» على الدوام، بل لأن «تصميمه» من قبل الخالق عز وجل جاء على هذه الشاكلة، قلة من النساء يعترفن بهذه الميزة، وقلة قليلة جدا لديهن الاستعداد للاعتراف بها، والتعامل معها كحقيقة، علما بأن التاريخ البشري حافل بالشواهد الكثيرة على وجودها، وليس أدل على هذا من إباحة تعدد الزوجات ليس في الإسلام فقط، بل في كل الشرائع السماوية، فضلا عن كثير من الشرائع الأرضية!
وألله يعينني على من يقرأ هذا الكلام من النساء، وأحسب أن ألطف وصف سيُخلع علي هنا هو: أبو عين زايغة!
مواجهة الحقائق مهما كانت جارحة أفضل من التغاضي عنها كما لو لم تكن، مؤلم مبضع الجراح، لكنه يزيل الألم، طبعًا إنْ لم يمت المريض بسبب خطأ طبي، كزيادة جرعة المخدر مثلًا!!
ليس بعيدا عما نقول، نستحضر ما كتبته غادة السمان يوما ما:
من بين ألف امرأة، لا تنجح إلا امرأة واحدة في إفساد رجل بدلالها وجنونها، وتحويلة من رجل ضجِر، متطلّب، مزاجي إلى... عاشق!
-2-
الحياة فُرص، نحتار في اقتناصها، وقد نندم على ترددنا، أو ننتظر غيرها، التي قد لا تأتي!
يقول ديغول: التاريخ كالحصان الجامح، قد يمر من أمام بيتك مرة في العمر، فإما أنْ تمتطيه ويمضي بك، أو يمضي إلى حيث يُقِل غيرك!
كثيرون منا يقتلهم التردد، وتضيع جراء هذا حياتهم وهم في منطقة انعدام القرار، فهم «موسوسون» أكثر من اللازم، وفي النهاية يكتشفون أن العمر ضاع، وهم في محطة انتظار قطار، بلا سكة حديد ولا قطار ولا محطة أصلا!
غالبية البشر يقضون عمرهم وهم يبحثون عن «السعادة» أو ينتظرونها، ولا ينتبهون أنَّها بين أيديهم، لكنهم لا يشعرون بقيمتها، إلا حينما يفقدونها. السعادة هي اللحظة الراهنة، السانحة، بكل ما فيها من تنوع، إنْ أحْسنا عَيْشها!
وسر السعادة الأول، أن تعيش حياتك مع من تريد، لا مع من وجدت نفسك فجأة معه، في غفلة منك، أو منه!
-3-
عجبت لبنات حواء... فهن إمَّا حالمة تعيش فوق الغيم، أو موغِلة في الطين أكثر مما يجب، وقليل منهن مَنْ يعشن على أرض الكوكب!
الدستور