جاهل من يعتقد أن الأردن دولة ذات كيان سياسي هشّ يمكن ''اللعب'' فيه كيفما شاء، وجاهل أكثر من يتوهم أن سماحة الهاشميين أحفاد محمد صلوات الله وسلامه عليه يمكن أن ينطلي عليها قولُ حقٍ يُراد به باطل، ومغفل حَدَّ الغباء المطبق، من يعتقد أن الأردنيين كل الأردنيين، يمكن أن تتصور فئة منهم أن هناك رمزاً لها غير الملك، قائد الوطن وصاحب التاج والعرش والشأن، وذلك ثابت لم يعد قابلاً للنقاش إلاّ في شريعة أعداء الأردن والمتاجرين بقضية القدس وفلسطين وخصوم العروبة والدين!.
ليس هذا بالقول الجديد أو الفتح الجديد، وحتى عندما كانت موازنة الدولة نحو ثلاثين ألف دينار أو أقل، كان الأردن دولة ذات كيان سياسي صلب مكين، وحضور عربي وإقليمي دولي مكين، والفضل في هذا بعد فضل الله جَلَّ وعلا، لملوك هاشميين كرام طيبين أسسوا الدولة وقادوها على دروب التقدم والمنعة والحضور، برغم شح الموارد وفقر المقدرات المادية وصعوبة الظرف، فتحدوا المؤامرات وكل الظلم الذي ما زال بعضه مستمراً حتى يومنا هذا، وبنوا دولة يُشار إليها بالبنان فعلاً لا قولاً فقط.
نعم، ليس هذا بالقول الجديد أو الفتح الجديد أبداً، وحتى عندما كان الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، يسند الحقائب الوزارية وكبريات المناصب العامة لمن خططوا لقلب نظام حكمه بعد أن تبينوا الحق من الباطل، كان الرجال المخلصون لله وللحياة، في أسمى معانيها، يدركون أن كل فعل يعاند الهاشميين يكون وبالاً على المتسبب فيه إلى يوم الدين، فذلك عهد إنساني لآل البيت الأخيار لا يدرك كنهه وسره إلاّ عدو الجهل والغباء صديق الفطنة والتأمل والذكاء!.
صحيح ليس هذا بالقول الجديد أو الفتح الجديد، وحتى عندما كان الأردنيون وأشقاؤهم الفلسطينيون يتقاسمون الدار والقوت وحلم العودة والتحرير، كانت سرائرهم النقية تدرك اذا ما وضعت على المحك الفاصل ان الملك ولا احد غير الملك، هو الرمز والملاذ بعد الله جل وعلا، فعنده الحل ولديه السماحة وبيده المكارم ولا احد يجاريه رفعة هاشمية وسمواً انسانياً وخلقاً عربياً وسلوكاً اسلامياً عظيماً، ليس فيه حقد او نفاق او بغضاء او انتقام او ذرة من سوء!!.
ذلك هو الاردن، وطن ابنائه كافة،. اكبر من ترهات الصغار واطماع الموتورين والاعيب المفتونين بخدمة الظرف الآني لهم، وعقلاء الاردن من كبار السن والواعين وعلى كثرتهم، لديهم الحكمة الحكيمة في خبرة حال الاردن باعتباره الوطن السهل الممتنع، يعرفه الحكماء جيداً، ويجهله من افتقد الحكمة فتراه يتوهم ان بمقدوره فعل كل شيء، وان البلد كلها ربما باتت في جيبه وتحت رحمة مبضعه، وما درى ان الاردن ما كان يوماً من الايام في جيب احد ولن يكون!!.